رغم ما ألم بهذه القرية المهجّرة من بصمات الاستعمار الذي يشوه معالمها، إلّا أنا فيها يتبقى ما يأخذك في رحلة عبر مخيلتك إلى جنةٍ كان يقطنها فلسطينيون يعملون ويكدحون، يمرحون ويضحكون، ويناضلون.
عين كارم كانت تحتضن قيادة فصائل القدس في ثورة ١٩٣٦، واحتضنت نوح ابراهيم عندما نفاه الاحتلال البريطاني. احتلت عين كارم بعدما اتفقت قيادة الجيوش العربية مع المستعمر الصهيوني على هدنة وأجازوا لهم صراحةً ضمن اتفاق الهدنة على استثناء عين كارم ليجتاح كرومها في تموزٍ حار علوج المستعمرين. لم يهدم المستعمر بيوتها بل أبقاها وجلب مستعمرين ينهبونها ويستوطنوها. أبوقها ليذلوا بها العرب. ولكنها اليوم بالنسبة لكل فلسطيني، على الأقل في القدس، رمز لجنّةٍ خسرناها، ولكنها أمامنا هدف لنحرره.
لا تستغرب وأنت تقفز في أحضان خضرتها عندما يصلك صوت فلسطيني يدندن للوطن فلسطين بشجن تعرفه لأنه يشبه شجنك. نذهب إلى عين كارم نسير بها أو نجلس، وحيدين أو مع من نحب أو مع خلّان. ولكننا نذهب إليها لشيءٍ واحد، لنعود أدراجنا قبل المغيب ونختلي إلى أسرّتنا ليلًا نحلم بيوم نحرر وطننا، ونأمل أن نستفيق باكرًا، نضع كل رغباتنا وأهواءنا وروتيننا جانبًا لنبدأ من جديد المحاولة. وقد نفشل، ولكننا سنعود ثانية، نعيد الكرة، مرة بعد أخرى، حتى ذلك اليوم.
إليكم بعض صور مدرجاتها الزراعية المستعمرة. ٢٦ شباط ٢٠٢٣.
وادي أحمد



























أزهارها أواخر شباط























حسيت بدفى شمساتها ونعومة نسمتها، ردينلي روحي. جنة الله عالارض❤️
إعجابLiked by 1 person