ما هي فيسبوك وانستغرام وتويتر وواتساب وغوغل غيرها من التطبيقات؟
X هي ليست منصات عامة.
هي شركات ربحية تقدم خدمات في مقابل مادي. المقابل المادي قد يكون أحيانًا أموال بشكل مباشر، كاشتراك بباقة متقدمة مثلًا، أو قد يكون بيانات المستخدم التي تملك قيمة مادية أكبر من مجرد الاشتراك، ذلك لأن بيانات المستخدم يمكن بيعها بشكل مستمر وهي تنمو بشكل مستمر وطردي.
مفهوم المنصة العامة هي لغة ترويجية تستخدم لجذب زبائن (مستخدمين) أكثر. وتفاعل تلك الشركات (المنصات) مع شكاوي جماعية عن سياسات لا تعجبهم هو تفاعل مرتبط بالمصلحة المادية وبأسلوب ارضاء الزبون والتلاعب به، من خلال توظيف موظفي علاقات عامة في دول مختلفة لاقناع الزبون بنوع من الشراكة والملكية الوهمية. هو بشكل عام أسلوب يسبق بكثير صعود الرأسمالية المعلوماتية، وكان يستخدم للترويج لبضائع مختلفة.
إن أضخم ١٠ شركات في العالم من حيث الحصة السوقية (٧ من ١٠) اليوم في عصر الرأسمالية المعلوماتية هي شركات تكنولوجية تقدم بالأساس خدمات على منصات أو منتجات الكتروني. وهنا بعضها وحصتها السوقية.
١- آبل (٢،٦٥ ترليون دولار)
٣- مايكروسوفت (٢،١٠ ترليون دولار)
٤ – ألفابيت – الشركة الأم لغوغل (١،٥٤ ترليون دولار)
٥- أمازون (١،٤٢ ترليون دولار)
١٠ – ميتا – التي تبيع خدمات فيسبوك وانستغرام وواتساب (٤٤٩ بليون دولار)
ما هي البيانات التي أدفعها لتلك الشركات مقابل استخدام مؤقت ومشروط لخدماتها؟
X أنت لا تقدمين فقط معلومات عامة يعرفها الجميع عنك.
يعتقد البعض أن ما يقدمه مقابل الخدمات هي معلومات أساسية أو عامة يعرفها الجميع ولا ضير من مشاركتها. أو يعتقدون أن من هم نشيطين سياسيًا فقط من عليهم الحذر. ولكن في حقيقة الأمر أن ما يجمع من بيانات هو أمر معقد أكثر. والنمو الطردي لجمع البيانات في العقود الأخيرة هو نتيجة تطور قدرة معالج الحاسوب الذي بات يستطيع معالجة كمية أكبر من البيانات بوقت أقصر وتطور الخوارزميات التي تستطيع خلق نماذج معلوماتية معقدة لاستنباط معرفة عن الزبون (المستخدم) من خلال بيانات أقل، ولكن الأهم من ذلك هو أن المعظم بات يمارس حياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على منصات الكترونية مرتبطة بالانترنت بشكل شبه كامل. وكل شيء يتم جمعه وربطه بك.
ما يتم جمعه هو مهول ومعقد ولا يمكن إجماله ببضع سطور، لذا سأعرض القليل مما يتم جمعه والكيفية. المنصات الصغيرة قد لا يكون لديها معالجات متطورة لمعالجة الكم الضخم من البيانات التي يتم جمعها، لذلك يقومون إما بالسماح للشركات الضخمة بجمع بياناتك عن طريق منصاتهم، أو تقوم ما تسمى بالمنصات الناشئة أو (Startups) بالتركيز على جمع أكبر قدر من المستخدمين على منصتهم قبل بيع المنصة لشركة أكبر. وهذا النموذج الاقتصادي الذي ينخرط به البعض هو من أكثر الأعمال ضررًا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الجمعي رغم عائدها المغري للفرد. إذا فتلك الشركات الضخمة لا تجمع بياناتك عن طريق خدماتها (منصاتها) ولكن عن طريق منصات كثيرة.
لا تجمع شركات مثل ميتا وأمازون وغوغل معلوماتك الأساسية فقط، بل من خلا ما يسمى بالـ “كوكيز” التي تحفظها على جهازك عندما تدخل إلى مواقع مختلفة فهي تجمع أيضًا معلومات عن المواقع الأخرى التي تزورها وكل ممارساتك عليها بأدق تفاصيلها حسب النموذج المعلوماتي. وتجمع أيضًا معلومات عن كل تفاعلاتك مع الأفراد الآخرين، ماذا تقولين وكيف تقولينه ولمن ومن تتفاعلين معه أكثر. وتجمع معلومات عن أماكن تواجدك وأوقاتها وبيانات مستقاة من تحليل صورك. كل هذه البيانات يمكن أن تنتج معرفة ومعلومات ذي قيمة مادية كبيرة تقوم ميتا وغوغل وأمازون وغيرهم من بيعها بطرق مختلفة، إمّا مباشرة أو غير مباشرة من خلال بيع اعلانات على المنصات. ويمكن أيضًا بيعها لحكومات لأغراض غير الربح المادي، كاستخدامها لصياغة استراتيجة الحملات الانتخابية أو التأثير على الناخب أو التلاعب به. وممكن أيضًا استخدامها بالقمع من خلال ملاحقة أفراد ناشطين سياسيين أو استخدام المعرفة تلك لصياغة سياسات قمعية اتجاه مجتمع بأكمله.
عندما استحوذت شركة الفيسبوك على منصة الواتساب، بدأت أرباحها بالتضاعف. فقد كان الهدف من ذلك الاستخواذ هو ربط بيانات الزبون التي يتم جمعها، سواء البيانات الثابتة أو بيانات الممارسات على الشبكة العنكبوتية، برقم الجوال. وذلك الرقم هو بشكل عام مربوط ببطاقتك البنكية، وذلك الربط بين بياناتك على الشبكة العنكبوتية وبياناتك الاستهلاكية (وغيرها) في الواقع التي يتم جمعها عندما تستخدم أي من بطاقاتك البنكية أو بطاقات اشتراك أخرى، تنتج معرفة مضاعفة ويزيد قيمة البيانات المادية. ولذلك بات اليوم من الأساسي على الكثير من المنصات ربط حسابك برقم هاتف بادعاء حماية بياناتك، والذي هو ادعاء حقيقي على بعض المنصات التي لا تشكل جزء من خدمات شركة ربحية.
أنا لا أملك ما أخفيه ولا تهمني الخصوصية فلماذا اقاطع استخدام خدمات منصات لا بديل عنها؟
الحاجة لتلك الخدمات (المنصات) هو بشكل عام وهم تخلقه الماكينة الدعائية لتلك الشركات. فأنتم تتواصلون مع نفس الأشخاص على عدة منصات، فهناك تضخم استهلاكي مقابل إحساسك بأهمية ومكانة اجتماعية. فمثلًا بديل الواتساب هو سغنال وهي منصة تديرها مؤسسة غير ربحية فلا تجمع بياناتك إلّا للضرورة الوظيفية فهي لا تبيع بيانات لأي جهة. ولكن فكرة البديل والحاجة لتلك الخدمات هي نقاش طويل لا ينفع خوضه بعموميات يجب خوضه بالتفاصيل، لايجاد وخلق البدائل. لن أخوض فيه هنا بالتفصيل كي لا أبتذل النقاش، ولكن ما يهم هو الجزء الأول من السؤال.
نحن في فلسطين نقاطع (أو هكذا يجب) بضائع وخدمات الشركات الصهيونية. فمثلًا شركة (Wix) هي شركة اسرائيلة وباتت خدماتها تستخدم على نطاق واسع حتى بدول عربية نظريًا تقاطع الكيان كلبنان. فمقاطعة المنصة بشكل كامل لا يجب أن يكون محل نقاش سواء وجد البديل أم لم يوجد. وإن خلق النقاش فهو نقاش يخلقه ويخوض به أناس لا يشكل الكيان عدو لهم لذلك فهو نقاش الخونة ونحن لا نحاور الخونة.
أمّا الشركات الأجنبية التي نقاطعها فهي صنفان، الصنف الثاني هي الشركات التي تفتتح مقرات لها في فلسطين المحتلة وتدعم الاقتصاد الصهيوني. مقاطعة تلك الشركات كان أساسي قبل عدة عقود، بس اليوم المقاطعة صارت مايعة معلش. والصنف الأهم هو الأول الذي من المفترض مقاطعته دون تلكك كما نقاطع الشركات الاسرائيلية، سواء وجد البديل أم لم يوجد. هي الشركات التي بينها وبين العدو الصهيوني اتفاقيات أمنية وعسكرية، فهي تشكل جزء لا يتجزء من الآلة العسكرية الصهيونية التي تستعمرنا ونقاتلها. فمثلًا شركة (G4S) التي تدير الحواجز وسجون الصهاينة، فهي للأسف تنتشر في دول عربية نظريًا تقاطع الكيان كلبنان. ولكن هنالك شركة أخرى أيضًا ترتبط باتفاقية أمنية مع العدو الصهيوني تم توقيعها بتشرين ٢٠١٦، وهي شركة ميتا والتي تملك خدمات الفيسبوك وانستغرام وواتساب.
بينفعش نقاطعها فش إلها بديل؟
طبعًا البدائل موجودة وبكثرة وسهولة، أو يمكن ايجادها لو بجهد. هل يستحق ذلك الجهد؟ وإن لم يكن هنالك بديل، شو يعني؟ راحتنا الاجتماعية أو الاقتصادية صارت أهم. من امتن صارت مقاطعة الكيان وعلى الأقل الآلة العسكرية والمرتبطين فيها وجهة نظر؟ غريب.
بينفعش نقاطعها غير بعمل جماعي؟
سبب مقاطعة الكيان الأساسية هو الدافع الأخلاقي، وليس هزيمة الكيان اقتصاديًا! نتيجة المقاطعة على الشركات ما إله خص بفعل المقاطعة.
اجتمعنا مع ممثلي فيسبوك بالشرق الأوسط وأكدولنا إنه ما في اتفاقيات أمنية؟
مش عارف أضحك ولا أبكي ولا ألطم.
طيب، زي ما بدك!
طب ثواني، العنوان اسمه اشتراكية رقمية، شو دخله بكل هالحكي؟
أه صحيح، هو في فكرة كانت خاطريتلي وأنا أفكر قديش مقاطعة هالشركات صعبة على المستوى الفردي والجماعي لأنه ماسكيتنا من رقبتنا وفش أصلًا محاولات أو رغبة بمقاطعتها. يا عمي اللايك مغري بنستغنيش عنه ليش الحكي! بس لأ عن جد في صعوبة، فخطرلي إنه ممكن نطور مفهوم الاشتراكية المعلوماتية عشان نقدر نتخلص من جزء كبير من التبعية الفردية لهالخدمات ونكون على الأقل لو رح نستخدم هالخدمات ما يستربحوا من ورانا.
وهون فكرة الاشتراكية المعلوماتية، وهي إنه تتشارك مجموعات بحساباتها على هالمنصة، يعني لو ١٠ أشخاص بيستخدموا نفس المنصة بحساب مشترك لأنه بيقدروش يستغنوا عن المنصة نهائي، بتقل الحسابات على المنصة وبالتالي بتقل الأرباح، وحتى الحسابات المستخدمة، البيانات اللي بتجمع عنها ببطل إلها قيمة مادية لأنه النماذج المعلوماتية بنيت على فكرة ارتباط البيانات بالفرد، والخوارزميات بتقدرش تعالجها بطريقة صح لو ارتبطت بمجموعة. بس طبعًا الموضوع بده نقاش أكثر لأنه الموضوع مرات مش بهالبساطة لأنه مرات عنوان الجهاز هو اللي بيستخدم لربط وتصنيف البيانات.
ولكن مفهوم الاشتراكية المعلوماتية فكرة بتستاهل التطوير.
ونعم بغياب العمل الجمعي للمقاطعة الموضوع مش سهل بشكل كامل وبيحتاج جهد على المستوى الفردي، بس اللي بده يقاطع العدو رح ينجح لدرجات كبيرة، واللي من أساسه مكانته الاجتماعية بتشكل أولوية هو أصلًا ما بده يقاطع وعشان هيك بيفشل مش عشان ممكن ومش ممكن. عشان محرج لإله لما الناس تطلع فيه بشكل غريب لما يعرفوا إنه بيستخدمش الواتساب أو بيسمعوه حكي بيعتبره محرج. بس مش محرج إنه يدفع مقابل مادي لشركة موقعة اتفاقيات أمنية مع العدو الصهيوني!! هاد تنور وليبرالية. فالبديل إنه نسخف أي عمل مقاطع عشان نحس تمام مع حالنا.
وهون قائمة لبدائل عشان أكون مفيد شوي:
واتساب –> سغنال
انستغرام –> فليكر
بحث غوغل –> DuckDuckGo
أمازون –> انزل على السوق معلش
جيميل –> protonmail
مشاركة وثائق ع غوغل درايف –> overleaf