حاول الكثيرون اقناع هارون هاشم رشيد بكتابة شعر غزلي، ولكنه كان يردد دائمًأ: “لن أكتب إلا لفلسطين حتى تتتحرر””. وكذلك كان إصراره ويقينه بأن العودة حتمية، وفي خضم يأس الكثيرين صرخ “أنا لن أعيش مشردا”. ولم يستجدي النجدة من أحد بل من ذاته.
أنا لن أعيش مشرّدا أنا لن أظلّ ثائرًا متمرّدا
أنا لن أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى
ومن الأعاصير التي ترمي دمارًا أسودا
ومن القنابل والمدافع والخناجر… والمدى
أنا صاحب الحق الكبير وصانعٌ منه الغدا
أنا ثورةٌ كبرى تزمجر بالعواصف … والرّدى
أنا “لاجئٌ” وطني استبيح وداسه غدر العدى
أنا نازحٌ داري هناك وكرمتي… “المنتدى”
وطفولتي درجت على أرض البطولة والنّدى
وصباي كم نهل المنى فوق الروابي … واغتدى
وشبابي المشبوب كم حمل الكفاح وكم شدا
وبطولتي نبتت هناك وأينعت تحت النّدى
بين الصخور الداميات مع النسور مع الهدى
صرخات شعبي لن تضيع ولن تموت … مع الصّدى
ستظلُّ لسعًا كالسياط على ظهور من اعتدى
ستظلُّ في أجفانهم أبدًا لهيبًا …مرعدا
وطني هناك ولن أظلّ بغيره ..مشرّدا
سأعيده وأعيده وطنًا عزيزًا سيّدا
سأزلزل الدنيا غدًا وأسير جيشًا أوحدا
لي موعدٌ في موطني هيهات … أنسى الموعدا