لعمرك إنى أرى مصرعي ولكن أغذِّ إليه الخطى

سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى
ونفس الشريف لها غايتان ورود المنايا ونيل المنى
وما العيش؟ لا عشت إن لم أكن مخوف الجناب حرام الحمى
إذا قلت أصغى لي العالمون ودوّى مقالي بين الورى

لعمرك إنى أرى مصرعي ولكن أغذِّ إليه الخطى
أرى مصرعي دون حقي السليب ودون بلادي هو المبتغى
يلذُّ لأذني سماع الصليل ويبهج نفسي مسيل الدما
وجسم تجدل في الصحصحان تناوشه جارحات الفلا
فمنه نصيب لأُسدِ السماء ومن نصيب لأُسد الشرى
كسا دمه الأرض بالأرجوان وأثقل بالعطر ريح الصبا
وعفّر منه بهي الجبين ولكن عفارًا يزيد البها
وبان على شفتيه ابتسام معانيه هزء بهذي الدّنا
ونام ليحلم حلم الخلود ويهنأ فيه بأحلى الرؤى

لعمرك هذا ممات الرجال ومن رام موتًا شريفًا فذا
فكيف اصطباري لكيد الحقود وكيف احتمالي لسوم الأذى
أخوفًا وعندي تهون الحياة وذلًا وإني لربّ الإبا
بقلبي سأرمي وجوه العداة فقلبي حديدُ وناري لظى
وأحمي حياضي بحد الحسام فيعلم قومي أني الفتى

قصيدة عبد الرحيم محمود

3 comments

  1. […] لحظات التفكيك تبدو بهذه السهولة، لكن الصعوبة تكمن هناك في لحظة البناء! هذا الغضب الحزين الذي يبدو بهذه الوحدة داخلي وكأن يدا تتعكز على يد أخرى، وكأنني أقالب عوالم تتصارع لأفتح عيناي وأراني أتقيؤها أمامي على الأرض، أنتظر هذا التقيؤ كلحظة مُثلى، أجادل كل ما في داخلي أسًا وغضبًا وحنقًا أحاول مغالبته ومحايلته ليخرج بالوقت المناسب ويرشق دمًا على كل هذه الُبنى المظلمة! وهناك أتخلص من الألم، وتلك العتبة التي تبدو النقطة الحدية التني تتناقص بعدها أهمية كل شئ، لتبدو هناك لحظة الموت المثالي : ” وبان على شفتيه ابتسام معانيه هزء بهذي الدّناونام ليحلم حلم الخلود ويهنأ فيه بأحلى الرؤى” https://afkarfalasteeni.wordpress.com/2022/11/12/illcarrymysoul/ […]

    إعجاب

    • هي عمليًا مش تغيير كلمات ولا نفس القصيدة. هو ماهر الحلاق أخد جزء من مرثية عماد عقل اللي كتبها ماهر الحلاق (كان مذيع بالجزيرة بس توفى زمان) وشعر عبد الرحيم محمود ..وأنشدها شوي من هون وشوي من هون..كلمات عبد الرحيم محمود بتمثل فلسفة وأسلوب حياة، تبعه من وقت ما كتب هالقصيدة لما كان بالجبال مع الثوار سنة ١٩٣٨ لحتى ما استشهد بالشجرة بعد بعشر سنين…

      مرثية عماد عقل تبقى محصورة بتمجيد فرد (مناضل مهم بس فرد)..بيقدر الواحد يقصقصها عشان يلبقها لشهداء ثانيين، بس حتى مع هيك …هي بكائية يكتنها كم كبير من العجز المبطّن…

      ففرق كبير بين كلمات عبد الرحيم محمود اللي ممكن ترسم للواحد منهجه بالحياة ..وبين المرثية اللي بنحب نسمعها بفترات الاحساس بالعجز عشان محتاجين نبكي من القهر..

      إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s