عبَس الخطبُ فابتسمْ وطغَى الهولُ فاقتحمْ
رابط الجأش والنهي ثابتُ القلبِ والقدمْ
لم يُبالِ الأذى ولم يَثْنِهِ طارئ الألمْ
نفسه طوْعُ هِمّةٍ وَجَمَتْ دونَها الهممْ
تلتقي في مزاجِها بالأعاصير والحممْ
تجمعُ الهائجَ الخضمَ إلى الراسخِ الأشَمْ
وهيَ من عُنصر الفداءِ ومن جوْهر الكرمْ
ومن الحقِّ جذْوةٌ لفْحُها حرَّر الأممْ
سارَ في منهج العُلى يطرُقُ الخُلْدَ منزلا
لا يبالي، مكبّلا نالَهُ أمْ مُجَدّلا
فهو رهْنٌ بما عزم
****
ربما غالَهُ الرّدى وهو بالسّجنِ مُرتَهنْ
لم يشيّعْ بدمعةٍ من حبيبٍ ولا سكنْ
ربما أُدرج التراب سليبًا من الكفنْ
لستَ تدري بطاحُها غيبتهُ أم القُننْ
لا تقلْ أين جسمُه واسمُه في فم الزمنْ
إنه كوكب الهدى لاح في غيْهب المحنْ
أرسلَ النّور في العيونِ، فما تعرِفُ الوسنْ
ورمى النارَ في القلوبِ، فما تعرف الضّغنْ
أيُّ وجه تهلّلا يرِدُ الموتَ مُقْبلا
صعَدَ الروحَ مُرسلًا لحنَهُ يُنشِدُ الملا
إنا لله والوطنْ
الشهيد لابراهيم طوقان

