فور توقيع الجيوش العربية لاتفاقية الهدنة مع العدو الصهيوني، انطلقت العمليات الفدائية رافضة لأي هدنة مع المستعمر ومواصلة لطريق الكفاح ضد الاستعمار الصهيوني. بدأ المهجّرون الفلسطينيون يتنظمون في مجموعات صغيرة تمارس الرفض. وكانت الدول العربية، وخاصة الأردن ومصر تحاول فرض هيمنتها على الفلسطينيين والأراضي الفلسطينية التي باتت تحت حكمهم. وكان اغتيال الملك عبد الله أحد مظاهر الرفض الفلسطيني للرفض. وتسارعت التغيرات في المنطقة وكانت ثورة الضباط الأحرار في مصر هي نتاج مباشر لخيانة النكبة.

حاول المصريون بادئ الأمر فرض خطة لإعادة توطين المهجّرين الفلسطينيين شمال سيناء. لكن الرفض الجماهيري حال دون ذلك. وطالب الفلسطينيون بالسماح لهم بممارسة العمل المسلح لاستعادة أرضهم، وتحت الضغط شكّل النظام المصري الكتيبة ١٤١ ودرّب فدائيين فلسطينيين للقيام بمهمات في الأرض المحتلة. ولكن النظام أبقى كتائب الفدائيين تحت إمرته المباشرة. ولم يختلف الأمر كثيرًا على الجبهة السورية والتي شكّلت كتيبة الاستطلاع ٦٨ والتي تكونت من مهجّرين فلسطينيين. وسعى بعض الفلسطينيون للانضمام إلى الجيوش العربية النظامية. وكان لذلك دور كبير في نقل الخبرات العسكرية للفصائل الفدائية التي بدأت بالتشكل بعد عقد من الزمن.
تنوعت طبيعة العمل الفدائي في السنوات الست الأولى من التهجير. فكان العمل المهيمن هو الاستيلاء على المواشي من المستعمرات الصهيونية، حيث رأى المهجّرون أنهم يستعيدون أرزاقهم من أيدي المستعمرين. فرغم خطورة تلك العمليات استمر الفلسطينيون بانتهاجها بشكل واعي بحقهم لأكثر من ١٥ عام بعد الاحتلال. ولكن بعض العصابات مارست السرقة من القرى العربية المحاذية لخط الهدنة، وبعضهم مارس تهريب البضائع والمخدرات. ورغم أن أكثر العمليات كانت تستهدف المستعمرين، ولكن لكثرة العمليات وصعوبة تصنيفها. فقد استثنيناها بشكل شبه كلي من الذكر إلا في حالات قليلة حدث فيها اشتباك مع العدو. واستمر ذلك النمط من الأعمال الفدائية إلى سنة ١٩٦٥ حيث انتقلت خبرات التسلل والعبور إلى الأرض المحتلة إلى المجموعات الفدائية التي استخدمت نفس تلك الطرق والمسارات في هجماتها على العدو.
وأسر العدو في سنوات الخمسينات والستينات المئات من الفلسطينيين العائدين وقد سمتهم “المتسللين”. بعضهم كان يقوم بأعمال فدائية وآخرين كانوا يحاولون العودة لزيارة قراهم وعائلاتهم فقط. ولم يشملوا في سردية العمليات طبعًا.
والنوع الآخر من العمليات هو الذي كان يستهدف البنية التحتية للمستعمرات مثل تفجير والاستيلاء على أنابيب المياه وغيرها. وتوقفت تلك العمليات بقرار عربي بعد حرب السويس، قبل أن تعود الفصائل إليه رغمًا عن القرار العربي في العام ١٩٦٣ وتنفجر وتيرته في العام ١٩٦٥ ويستمر في السنوات الأولى للنكسة، قبل أن تبدأ وتيرته بالانخفاض تدريجيًا في عهد الحرب الأهلية في لبنان.
وواكب ذلك نوع ثالث من العمليات وهي عمليات زراعة ألغام واشتباك مع ميليشيا العدو. وتكونت مجموعات فلسطينية صغيرة كانت تعمل انطلاقّا من الأردن وقطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان وتقوم باستهداف طرق المستعمرين خاصة في النقب ومنطقة المثلث و محيط طبرية وأصبع الجليل. وحاولت الأنظمة العربية السيطرة على المجموعات الفدائية حيث شكلت مصر الكتيبة ١٤١ وسوريا كتيبة الاستطلاع ٦٨ والتي شملت عضويتها المهجّرين الفلسطينيين. وتشكلت مجموعات صغيرة من المهجّرين أيضًا كاليد السوداء التي نشطت في النقب عبر الحدود الأردنية. وبعد حرب السويس ١٩٥٦ قامت الأنظمة بمنع العمل الفدائي من الانطلاق بناء على تفاهمات مع القوى الاستعمارية والأمم المتحدة. ولكن سرعان ماعادت العمليات للتصاعد بعد العام ١٩٦٣.
قتل في أول ٧ سنوات بعد النكبة أكثر من ٤٠٠ مستعمر صهيوني واستشهد ٥٠٠٠ فلسطيني وعربي معظمهم في مجازر وهجمات مباغتة من العدو. كمجزرة قلقيلية سنة ١٩٥٦ ومذبحة قبية سنة ١٩٥٣.
في سنوات ما بعد النكبة، كان الفلسطينيون يتسللون عبر خطوط وقف إطلاق النار نحو الأرض المحتلة إما للعودة إلى عائلاتهم أو لاستعادة أملاكهم أو لتنفيذ عمليات زرع ألغام أو تدمير البنى التحتية الاستعمارية. نفذ الفلسطينيون آلاف العمليات في السنين السبعة الأولى والتي تطورت لتصبح أكثر تنظيمًا. وكانت معظم العمليات تنفذ من مجمعات صغيرة ٣ إلى ٤. واشتهرت بعض المجموعات التي تمرست في عمليات استعادة أملاك الفلسطينيين من المستعمرين أو تخريب بنى المستعمرات.
ومن أشهر المجموعات جماعة عمر كمال السيد شاهين المهجّر من قرية القبيبة قضاء الرملة، ومجموعة اليد السوداء التي تكونت من أفراد قبائل الترابين والعزازمة المهجرين من النقب وقد تمرست باحكام الكمائن لآلية المستعمرين وميليشياتهم عبر حدود شرقي نهر الأردن وسيناء. وتكونت مجموعة أخرى بقيادة إبراهيم وأخيه زيدان من قرية أبو شوشة المهجّرة وكانوا يتمركزون في بيت سوريك.وتكونت عدة مجموعات أخرى من المهجّرين في منطقة بيت لحم.
ومن أنشط المجموعات في منطقة القدس كانت مجموعة محمد مصطفى الصمويلي أو حسن علي عبد مصطفى الصمويلي كما أتى في مصادر أخرى. وبعد سلسلة من العمليات قام النظام الأردني باعتقاله قبل أن تفرج عنه. وفشل العدو بمحاولات عدة لأسره، حتى سرت شائعة استشهاده في تشرين ثاني ١٩٥٤، ليتضح لاحقا أنه كان في بيروت، ليعود مجددًا إلى القدس أواخر العام ١٩٥٥ ويأرق الصهاينة بعملياته. وفي ١٩ آذار ١٩٥٦ وعند قيامه بعملية عند المستعمرات المقامة على أراضي قرية عرتوف المهجّرة، اشتبك مع دورية لميليشيا العدو ليرتقي شهيدًا.
ومن أشهر المجموعات الفدائية النشطة في لبنان كانت مجموعة مكونة من مهجّرين من قرية صفورية يعتقد بأن اسمها “عباد الرحمن” لارتباطها بالجماعة الاسلامية التي تأسست في لبنان عام ١٩٤٩.
أوقعت كافة العمليات الفدائية في الفترة بين ١٩٥٠ و ١٩٥٦ أكثر من ٣٠٣ قتيل في صفوف العدو.
١٩٥٠
قتلت عمليات الفدائيين الفلسطينيين في ذلك العام نحو ١٩ مستعمر وأصابة ٣١ آخرين. وقد نفذ الفلسطينيون نحو ٩٨٠ عملية لاستعادة الأملاك، و٣٨ عملية تدمير للبنى الاستعمارية.
١ كانون ثاني — فدائيون يشتبكون مع ميليشيات الاستعمار قرب بئر السبع، أسر ٦ من الفدائيين. وفي نفس اليوم وصل مجموعة من الفدائيين من عبسان شرق خانيونس إلى الأراضي المحتلة سنة ١٩٤٨ واشتبكوا مع قوات العدو، استشهد أحد الفدائيين والباقي تمكنوا من الانسحاب.
١١ كانون ثاني — الفدائيون يهاجمون مستعمرة أقيمت حديثًا اسمها “تيت-فاف” في منطقة بئر السبع. (المستعمرة لن تعمر طويلًا بسبب هجمات الفدائيين)
١٩ كانون ثاني — الفدائيون يهاجمون المستعمرات على أراضي البدينات المهجّرة، إصابة عنصر من ميليشيات العدو وأسر فدائي. وفي المستعمرات قرب أراضي الهزيل المحتلة، الفدائيون يتمكنون من الاستيلاء على ماشية وينسحبون بسلام بعد أسر أحدهم. هجمات الفدائيين باتت شبه ليلية على المستعمرات في منطقة عسقلان المحتلة.
٥ شباط — اشتباكان متفرقان عند قرية فجّة المهجّرة تسفر عن استشهاد فدائيان وأسر آخر. اشتباك ثالث قضاء يافا والفدائيون يتمكنون من الانسحاب بسلام.
٦ شباط — اشتباك بين فدائيين وميليشيات العدو قرب قرية هوج المهجّرة يسفر عن استشهاد فدائي وأسر آخر. واشتباك آخر قرب قرية عسلوج المهجّرة أسفر عن استشهاد فدائيان وأسر اثنين آخرين.
٢٢ شباط — الفدائيون يستولون على ماشية من مستعمرات قضاء الرملة وينسحبون بسلام.
٢١ آذار — اشتباكات بين ثلاثة فدائيين وميليشيات العدو عند خربة الجوفة المهجّرة تسفر عن استشهاد فدائيان وأسر ثالث. اشتباك مسلح في جبال صفد وتمكن الفدائيين من الاستيلاء على عتاد من مستعمرة مقامة على أراضي الخرار المهجّرة في أصبع الجليل. وفي عملية أخرى قرب قرية سولم المحتلة شمال جنين، يستولي الفدائيون على أحصنة من مستعمرة قريبة. وفي المثلث، تمكن فدائيون من الاستيلاء على أنابيب مياه تمد مستعمرة كفار سابا المقامة على أراضي كفر سابا المهجّرة بالمياه.
٢٧ آذار — الهجوم الثالث للفدائيين خلال ١٠ أيام على مستعمرة “غفلوت” جنوب فلسطين المحتلة
٢٨ آذار — اشتباك بين ٥ فدائيين وميليشيات العدو في بيارات البرتقال عند كفر عانة المهجّرة. استشهاد أحد الفدائيين وانسحاب الأربعة الآخرين بسلام.
٢٩ آذار — اشتباك بين ٦ فدائيين وميليشيات العدو في بيارات البرتقال قرب اللد تسفر عن استشهاد فدائي وانسحاب باقي الخلية.
٢ نيسان — تمكن خمس فدائيين من تفجير لغم بآلية لميليشيات المستعمرين ومقتل ٦ من عناصر العدو قبالة خانيونس.
١٠ نيسان — الفدائيون يستولون على ٢٠ أنبوب مياه نصبها الاستعمار لامداد المستعمرات في النقب بالمياه.
١٧ نيسان — فدائيون من غزة يقتلون أحد المستعمرين من مستعمرة “تل رئيم” ويستولون على قطعان تم سرقتها سابقًا من اللاجئين ويعودون سالمين إلى قواعدهم. وقعت العملية في الأراضي المحتلة المقابلة للمغازي.
١٩ نيسان — قام الفدائيون بتفجير لغم أرضي بآلية لقوات الاستعمار الصهيوني كانت ضمن وفد صهيوني يتباحث مع الحكومة الاردنية تقسيم اراضي فلسطين. أسفرت العملية عن اصابة ٦ من عناصر ميليشيات العدو اثنين منهم بجراح بليغة.
٢٠ نيسان — فدائيون يستولون على ١٧ أنبوب مياه نصبها الاحتلال لامداد مستعمرات قضاء غزة بالمياه. تعد العملية الخامسة من نوعها.
١٩٥١
تمكن الفدائيون من قتل ١١٨ صهيوني في العمليات التي انطلقت من الأراضي التي كانت تسيطر عليها الأردن ومصر نحو المثلث الشمالي والجنوبي ومنطقة القدس والخليل ووسط فلسطين والنقب. استشهد حوالي ٤٣٢ فدائي خلال العمليات.
في ٤ نيسان حاولت الميليشيات الصهيونية احتلال المزيد من الأراضي، فأرسلت قوات خاصة إلى المنطقة منزوعة السلاح جنوب طبريا عند قرية الحمّة المهجّرة بغية احتلالها. فشلت ميليشيا العدو في المهمة واشتبكت مع الجيش السوري الذي قتل ٧ من عناصر الميليشيا. انتقم الصهاينة لاحقًا من فشل العملية بمحو آثار ٤ قرى فلسطينية مهجّرة في المنطقة المنزوعة السلاح. القرى الأربعة هي السمرا و النقيب جنوب طبريا، وكراد البقارة وكراد الغنامة شمال طبريا.
وقد نفذ الفلسطينيون نحو ١٠٧٠ عملية لاستعادة الأملاك، ١٦ عملية تدمير للبنى الاستعمارية. و ٢٠ عملية زرع ألغام.
١٩٥٢
تسارعت وتيرة عمليات الفدائيين المنطلقة نحو الأرض المحتلة الأراضي فحصدت نحو ٦٦ صهيوني قتيل و٥٦ جريح. واستشهد نحو ٥٣٤ فدائي وأصيب ٢١٠ آخرين خلال العمليات.
وقد نفذ الفلسطينيون نحو ١٤٥٣ عملية لاستعادة الأملاك، ٢٠ عملية تدمير للبنى الاستعمارية. و ١٢ عملية زرع ألغام.
في هذه السنة تمكن ٦٦٧٢ فدائي فلسطيني من عبور حدود وقف النار إلى الداخل المحتل لتنفيذ عمليات. معظمهم كانوا يدخلون بمجموعات مكونة بين ٣-٤. وتمكن حوالي ٢٧٠٠ فلسطين مهجّر من العودة إلى عائلاتهم في الأرض المحتلة. تمكن العدو من أسر حوالي ٢٣٦٩ فلسطيني من الذين تمكنوا من العبور إلى الأرض المحتلة سواء لتنفيذ عمليات أو العودة.
١٩٥٣
استمر الفدائيون باستهداف المستعمرات والدوريات الصهيونية على كامل الجبهات فرغم توقيع الأردن في ٨ حزيران على تعهد أمام وسيط الأمم المتحدة بمنع الفدائيين من شن هجمات، فقد قتلت عمليات الفدائيين ٧١ مستعمر صهيوني وأصابت نحو ٦٦ آخرين. استشهد نحو ٥٠٠ فدائي خلال العمليات.
وقد نفذ الفلسطينيون نحو ١٥١٢ عملية لاستعادة الأملاك، ١٨ عملية تدمير للبنى الاستعمارية. و ٢١ عملية زرع ألغام.
في ١١ نيسان كانت أول محاولة للفدائيين لدخول فلسطين عبر البحر ولكن بحرية العدو رصدت الفدائيين قبالة سواحل يافا المحتلة، فتمكن قارب من الانسحاب وتم السيطرة على القارب الآخر وأسر الفدائيين على متنه. ولا يعلم مصيرهم.
١٩٥٤
خلّفت عمليات الفدائيين المنطلقة من الأراضي المحاذية لخطوط وقف اطلاق النار نحو ٥٧ مستعمر قتيل و ٧٧ جريح. وحدث تطور في النصف الثاني من ذلك العام أن الحكومة الأردنية بدأت بمحاربة العمل الفدائي في محاولة لوقفها، ومصر التي كانت سابقًا تحاول لجم العمل الفدائي، بدأت بالمشاركة ببعض العمليات بشكل فعلي فتطور العمل الفدائي من الجبهة المصرية وجبهة قطاع غزة. ارتقى نحو ٥١ شهيد وأسر العدو نحو ٨٠٠.
أكبر العمليات حدثت في ١٧ آذار حيث نصب فدائيون كمين لحافلة مستعمرين عند ممر العقرب في النقب المحتل جنوب أراضي عشائر الظلام وعشائر القديرات. قتل في العملية ١٢ مستعمر وأصيب مستعمر آخر.
تموز وكانون أول شهدا أكبر عدد من العمليات والتسلل ذلك العام حيث في تموز تم أسر نحو ٩٩ فلسطيني في ٣١٥ عملية تسلل. وقد نفذ الفلسطينيون نحو ٦٣ عملية. وكانون أول تم أسر ٦٣ فلسطيني في ٣١٩ محاولة تسلل مختلفة. ونفذت مجموعات الفدائيين نحو ٥٠ عملية استخباراتية وزراعة ألغام واشتباك.
١٩٥٥
انخفضت إلى حد كبير وتيرة العمليات الفدائية المنطلقة من الأراضي الخاضعة للسيطرة الأردنية. أمّا على الجبهة المصرية وجبهة قطاع غزة، فتضاعفت إلى حد كبير. ، فحصدت العمليات نحو ٧٤ مستعمر صهيوني قتيلًا و٦٩ جريح. واستشهد نحو ٣٦ فدائي و أسر العدو نحو ٥٧٠.
نفذت الميليشيا الصهيونية عدوانًا على قطاع غزة بين ٢٨ شباط و ١ آذار في محاولة لوقف هجمات الفدائيين. أسفرت المعركة عن استشهاد ٣٨ من الجنود المصريين بالإضافة إلى مقتل ٨ من عناصر ميليشيا العدو وإصابة ١٣ آخرين. فشل العدو في تحقيق أهدافه وزاد الدعم للفدائيين بعد هذا الاعتداء. لما يتوقف العدوان الصهيوني على الجيش المصري والسوري في ذلك العام بغية اجبارهم على وقف عمل الفدائيين. ورغم سقوط مئات الشهداء في صفوف الجيشين المصري والسوري، استمر الفدائيون بهجماتهم. والجدير بالذكر أن العشرات من عناصر ميليشيا الاستعمار قتلوا أثناء العدوان المتكرر على معسكرات الجيشين السوري والمصري.
في ٢٩ آب تسلل فدائيون من قطاع غزة وتوجهوا نحو مستعمرة “بيت عوفد” المقامة على أراضي وادي حنين المهجّرة. وعند وصولهم إلى هدفهم انقضوا على المستعمرين ليقتلوا أربعة ويصيبوا عشرة وينسحب الفدائيون بسلام. وأتت العملية بعد يوم من الاشتباك الجوي بين الطائرات المصرية وميليشيا العدو.

.المنطقة المضللة هي منطقة عمليات الفدائيين. الأسهم السوداء تشير إلى اتجاه انطلاق العمليات
١٩٥٦
لجمت السلطات الأردنية والمصرية والسورية واللبنانية العمل الفدائي إلى حد كبير ومنعت الفلسطينيين من تنفيذ عمليات في ذلك العام، فانخفضت الوتيرة إلى حد كبير. قتل في العمليات نحو ١١٧ مستعمر وأصيب نحو ١٢٩. حتى حرب السويس، استشهد نحو ٢٤ فدائي أثناء العمليات و أسر العدو نحو ١٣٠.
في ١٦ آب نصب فدائيون كمين لباص المستعمرين رقم ٣٩١ عند أراضي عرب المذاكير المهجّرة في النقب المحتل على الحدود الأردنية. وحين وصلت الحافلة إلى الكمين أطلق الفدائيون النار ليقتلوا ٤ من عناصر ميليشيا العدو ويصيبوا ثلاثة آخرين.
في ١٢ أيلول قامت وحدة من الفدائيين من التسلل عبر الحدود الأردنية مع النقب شمال أراضي عرب الحمايدة وقتلو ثلاثة من عناصر ميليشيا العدو قبل أن ينسحبوا بسلام. قرر العدو الانتقام بالهجوم على مقر للدرك الأردني قرب الحدود فارتقى ١٦ شهيدًا وتمكن المدافعون من قتل عنصر من ميليشيا العدو وإصابة ١٢ آخرين.
في ٢٣ أيلول، قام فدائيون تمركزوا عند منطقة طبالية في بيت صفافا قرب دير مار إلياس باطلاق النيران على ثلة من المستعمرين فقتلوا ٤ وأصابوا ١٦ بجراح.
٤ تشرين أول، في وضح النهار، تسللت مجموعة من عشرة فدائيين من الأردن نحو ١١ كيلومتر في النقب جنوب أراضي عشائر الظلام والقديرات ونصبوا كمين لمركبات المستعمرين. وعند اقتراب مركبتين، أطلقوا النار عليهم فقتلوا ٥ وأصابوا واحد بجراح وانسحبوا بسلام.