ظهر في الأدب الفلسطيني عقب نكبة ١٩٤٨ حركة أدبية عرفت بأدب الحنين، وانبثق عن ذلك الأدب حركة فنية موازية. وكان من رواد فن الحنين الفلسطيني الرسام الذي منح اللجوء وجهًا، هو الفنان اسماعيل شموط الذي طرد مع أسرته من اللد إلى غزة. درس في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة من ثم في أكاديمية الفنون الجميلة في روما. بعدها ذهب لبيروت ليعمل فيها. وكانت أول معارضه المعروفة معرضه في القاهرة سنة ١٩٥٤. من ثم ذاع صيته في معرضين في أيلول سنة ١٩٥٧ في الاتحاد الأرثوذكسي العربي في القدس الآخر لهواة الفن في رام الله.



في هذين المعرضين الذين شارك فيهما عدة فنانين، حازت لوحات اسماعيل على اهتمام بالغ، خاصة لوحاته الثلاثة “هنا كان أبي” و “ذكريات وواقع ..ونار” و “هل سيعود”. وتلك اللوحات يصح القول أنها ثلاثية الحنين والأمل، فتلك اللوحات تعبر بابداع عن ما فقده الشعب الفلسطيني بتهجيره من عائلة ومجتمع وسند وارث، ولكنها لا تتوقف هنالك بل تترك بريقًا للأمل سواء باشتعال نيران الجمر أو انتصابة امرأة شامخة أو سكون طفلٍ حالم.
تلك اللوحات ارتبطت عندي بكلمات ترعرعت على صداها. فلوحة ذكريات وواقع ونار تطرق في أذني نشيد والد الشهيد.
ولوحة “هل سيعود” تردد على مسامعي أوتار الشيخ إمام وهو ينشد في ذكرى الميلاد العشرين لفتاة من أرض فلسطين.
و”هنا كان أبي” تعود بي دومًا إلى فرقة أشبال التحرير وهم يرددون كلمات هارون هاشم الرشيد احرقي من جار ظلمًا واعتدى…إنه يوم لقانا أرعد!
الحنين هو الذي ينقلنا إلى الحلم، والأحلام هي بذور الواقع!
دمتم حالمين..اقتربت معركتنا!