تميع المصطلحات في زمن يتكاثر فيه المطبّعون الذين يبتغون منافع شخصية، إمّا بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، من خلال مهادنة الاستعمار الصهيوني وحلفائه . ويتوارى أولئك المطبعين بشكل ممنهج خلف جدلية دقّة نعته بالعميل أو المطبع أو (أي من الأوصاف التي يستحقها). ويتولد عن ذلك جدالات سفسطائية حول دقة الوصف والمبالغة فيه، وتهيم القضية في مبارزات الدقّة اللغوية. المطبّعون هم في أهون الأحوال متخاذلون حتى لو لم ينحدروا إلى مستوى العمالة صراحةً، وقد ينحدروا. وأرى أهمية لتصنيف أفعال الخونة كي لا يتوارى جميع السّقَطَة وراء نفس المهاترات.
وأنا أسبر أرشيف الصحف لزمنٍ لم يعد سوا ذكرى نضفي عليها رومانسية تارة ونندبها أخرى، لفتني أنباء شخصيات أفادت العدو وأضرت بالحركة التحررية الفلسطينية بطرق وأشكال شتى، فجالني سؤال “كيف نصنفهم؟” أم لا حاجة لتصنيفهم، نضعهم في خانة واحدة وكلهم سواء؟ ولكن لفتني أيضًا من خلال ملاحظة تطور الأحداث أن تلك المقاربة أدّت بشكل متدرج إلى تواري جميع الخونة والمتخاذلين خلف مظلومية الشبهة وتطرف العقوبة. لذلك أرى – وليس تساهلًا – أن نافعي العدو يُصَنَّفون إلى ثلاثة أصنافٍ، دون الخوض بما يترتب على ذلك من عقوبة و خلافه. فنصنفهم إلى ما يلي:
- العميل: من يقدم خدمات للعدو مقابل منفعة يمنحها له نظير تلك الخدمات. والجاسوس هو نوع واحد من العملاء منوط به عمل محدد وهو نقل معلومات من معسكرنا لمعسكر العدو.
- المتعاون: من يتواصل مع العدو ويقوم بأعمال طوعية يفيد من خلالها العدو ويؤدي لتثبيت قبضته بغية الحفاظ وتعزيز امتيازات شخصية للمتعاون – إمّا سياسية أو اجتماعية أو دينية أو اقتصادية أو خلافه.
- المتخاذل: شخص ذو سلطة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية أو معنوية أو خلافه يتواطأ مع العدو ومنظومته لاعتقاده باستحالة هزيمة العدو أو احساسه بالضعف والهزيمة دون ابتغاء أي منفعة شخصية ودون التواصل مع العدو.
أمّا بعد، فقد أنهيت مطالعة أرشيف الصحف من سنة ١٩٥٦ إلى سنة ١٩٧٥، وتتبعت في تلك الصفحات أخبار المتعاونين والعملاء والمتخاذلين – مع العلم بأن تلك الصحف نفسها محط سؤال. وٍسأقدم هنا بعض الأسماء مع بيان بعض ما اقترفوه من أفعال أو مواقف دعتني لتصنيفهم في هذه الخانة أو تلك، وسأقوم بتحديث هذه التدوينة بأسمائهم وأنا أطالع أرشيفات سنين جديدة.



سأركز أكثر على العملاء والمتعاونين. أمّا المتخاذلون، لكثرتهم، سأذكر فقط بعض الأسماء غير الشائعة في بند التخاذل حيث أن منظمة التحرير هي من استفردت بكتابة سردية الثورة الفلسطينية فأَسْطَرَت فَتْحَها وخَوّنَت خَصْمَها.
الحزب الشيوعي في فلسطين — (بدّل اسمه أكثر من مرة للتماهي مع الاستعمار والوضع القائم) يستدعي الحديث عن هذا الحزب ودوره في التعاون مع العدو تدوينة كاملة – أو أكثر – لدراسة سبل دعمه أركان الاستعمار في فلسطين. في ذات الوقت، كان يقود بعض أعضاء الحزب نضالاتٍ جماهيريةً ضد مفاصل هذا الاستعمار، فتعرّض الكثير منهم للسجن والتعذيب في بعض الأحيان.
ولكن الاستعمار الصهيوني يرى أن عدوه ليس الجذريَّ المتمسك بكامل فلسطين فقط، بل أيضًا المتخاذل الذين يكتفي بكسرات الخبز، فهذه هي طبيعة الاستعمار التوسعية. لذلك يقوم بأسر وتعذيب كلّا من الجذري والمتخاذل في نفس الزنزانة، فهو لا يرى الشعب الفلسطيني بكل أفراده إلّا دونه. وقمع الاستعمار لا ينفي عن المتخاذل تلك الصفة، كذلك الأمر بالنسبة للعميل أو المتعاون، فالمستعمر قد يكيل عليك القمع حتى وأن تتعامل معه، فقد يهدم بيت المتعاون أو يشرد العميل، وقد شهدنا أمثلة كثيرة على ذلك.
ولربما كان مسقط الحزب الشيوعي في فلسطين هو أنهم كانوا يرفعون المظلات عندما تمطر السماء في موسكو، مما جعل موقف الحزب من المستعمر موقفًا أجنبيًّا وليس فلسطينيًّا. ورغم ذلك آثر الكثير من المناضلين العمل ضمن أطر هذا الحزب على الرغم من بعدهم عن مواقفه وارتباطاته، وذلك ظنًا منهم أن ذلك سيوفر لهم الاطار المناسب للحشد الجماهيري والحفاظ على المجتمع الفلسطيني من الأسرلة. كحسين الجربوني مثلًا الذي أسر لاحقًا مع عدد كبير من عرابة البطوف وطمرة وهم يحاولون إنشاء تنظيم سري سنة ١٩٥٨. ولا أعتقد أن ذلك كان دقيقًا بالضرورة، ففي سنوات الستينات كانت تزخر الأرض المحتلة سنة ١٩٤٨ بالفدائيين والخلايا المسلحة، ولا يكاد أن يمر يوم دون خبر اعتقال خلية فدائية في مدن وقرى الجليل والمثلث والنقب.
ولكن ذلك تغير مع نهاية الستينات ومطلع السبعينات مع بدء تنازل بعض الفصائل الفلسطينية كفتح والديمقراطية عن الأراضي المحتلة سنة ١٩٤٨. وذلك انعكس ميدانيًا باهمال بناء الخلايا في الجليل والمثلث والنقب، وانكشاف الشبكات في الداخل المحتل بسبب الوثائق التي كان يستولي عليها المحتل أثناء غاراته على مكاتب المنظمات في لبنان. بالإضافة إلى ذلك، فمحاولات المستعمر الممنهجة لخلق ثارات عائلية وتأجيجها من جهة وتسهيل تسليح أفراد عصابات الجريمة المنظمة التي تتعاون مع استخبارات العدو من جهة أخرى بدأت تؤتي شوكها مع منتصف السبعينات. ورويدًا رويدًا أصبحت البنادق في الأراضي المحتلة سنة ١٩٤٨ حصريًا بيد المستعمر وعملائه وعصابات الجريمة المنظمة.
وقامت منظمة التحرير بقيادة فتح باستقطاب الأفراد ذو الخلفية التطبيعية من أراضي سنة ١٩٤٨ لأن منظمة التحرير ضمنًّا اتجهت لتشكيل شبكات تطبيعية وحوارية مع الصهاينة بتوجيه من عرفات وأبو إياد وقيادة عصام السرطاوي ومحمود عباس وسعيد حمامي وغيرهم من مرتزقة الثورة الفلسطينية. والشاعر محمود درويش كان من الذين تم استقطابهم حيث دأب على المشاركة باللقاءات التطبيعية مع الصهاينة منذ شبابه تحت شعار الأدب ومن خلال أطر الحزب الشيوعي، وكان الحزب هو من يروج له بكثرة من خلال مطبوعاته، كصحيفة الاتحاد الذي كان درويش أحد محرريها. ولهذا نرى أن الوجوه الأدبية المنتمية للحزب الشيوعي كايميل حبيبي وسميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد هي من تربعت على عرش الأدب الفلسطيني بالداخل، لأن الحزب الشيوعي لفترة طويلة جدًا ظلّ وحدَهُ من يملك إمكانية النشر، سواء المادية أم العملية. وهُمّشت الانتاجات الأدبية والشعرية للأدباء المناهضين للحزب الشيوعي وخطه المتعاون، فطُمِسَ عملهم ولم ينشر.

إذًا، لن أطيل في الحديث عن الحزب الشيوعي وأعلامه، لأنه كما قلت يستجدي تدوينة مستقلة وربما أكثر لتفكيكها. فهذا الحزب كان من النرجسية أنه اعتقد بانه يمثل الشعب الفلسطيني كاملًا سواء في الأراضي المحتلة سنة ١٩٤٨، وأيضًا في الأراضي المحتلة سنة ١٩٦٧ حيث سارع لخلق ما يسمى بالجبهة الوطنية الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة، والتي روّج لها ولأعمالها من خلال صحفه بأكثر مما لها حجم في الشارع. ويطول الحديث في تناقضات الحزب الشيوعي في فلسطين.

ماجد الفاهوم وسهيل شكري — شخصيتان من الأراضي المحتلة سنة ١٩٤٨ عملا مع كيان العدو في الترويج للكيان وللتطبيع.
المختار زكي العبد الله والنائب فارس حمدان ومنيب عبد القادر بيادسة (باقة الغربية) ودياب الحسن ومحمود الناشف ودياب العبيد (الطبية) ولبيب أبو الركن (عسفيا) وجبر الداهش (يركا)، والمختار سليمان سليم الأحمد (كفر مندا)، محمد درويش “أبو الأديب” (طرعان)، محمود مراد (يافة الناصرة) وعلي حيدر (كفر قرع) والياس عوض (عارة) وسليمان كلس (أم الفحم) وصالح خنيفس (شفا عمرو) وفريد حمدان (بير السكة) وابراهيم عبد الحفيظ (كفر قاسم) وعفيف بشارة (دالية الكرمل) ومحمود حسين علي (عرابة) وأحمد اجبيلي وسليم جبران (الناصرة) والمطران جاورجيوس حكيم (حيفا) يوسف أبو غوش وسلام أبو غوش (أبو غوش) – مخاتير وشخصيات تعاونت مع العدو الصهيوني نصبهم الاستعمار في مراكزهم لاستجلاب الضرائب عنوة من الشعب المحتل والمساعدة في اخضاع الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة سنة ١٩٤٨ بطرق مختلفة. ومعظمهم كان عميلًا يتلقى مقابل القيام بمهام كنشر اشاعات أو نقل معلومات أو الحديث في جولات عالمية تنظمها المنظمة الصهيونية.


وجهاء غزة سنة ١٩٥٧ — عندما احتل العدو الصهيوني قطاع غزة في تشرين ١٩٥٦، قامت مجموعة من وجهاء قطاع غزة بالتعاون مع العدو بغية الحفاظ عل امتيازاتهم ظنًا منهم أن القطاع سيتم ضمه إلى الأراضي المحتلة سنة ١٩٤٨. ولكن ميليشا العدو أخرجت من القطاع في ٧ آذار مما حذا بـ٢٠ وجه بطلب اللجوء من العدو والجلاء معهم. من هؤلاء المتعاونين عبد الرحمن محمد الفرا رئيس بلدية خانيونس ورئيس مجلس محلي دير البلح ومنهم من لم يتمكن من الخروج كرئيس بلدية غزة رشدي الشوا وسعدي الشوا الذي اعتقله الأمن المصري لاحقًا بتهمة العمالة وحوكم بالاعدام. وبقي في غزة العميل محمود يوسف نجم (الذي نصبه المصريون لاحقًا في المجلس التشريعي الذي فرضوه على قطاع غزة) و العميل سيد أبو شرخ.



العميل تقي الدين النبهاني — هو مؤسس حزب التحرير الاسلامي وهو مهجّر من قرية إجزم. أسس حزب التحرير سنة ١٩٥٣، وتبين لاحقًا أن الحزب كان جزء من شبكة تجسس صهيونية سنة ١٩٦١.
العميل شريف الشنطي والعميل ابراهيم الشنطي — تورط الأخوان بعمليات سمسرة أراضي لصالح الصهاينة قبل العام ١٩٤٨، وأثناء الحرب ساهما إلى جانب الميليشيات الصهيونية وقد صدر بحق شريف قرار الاعدام أثناء حرب ١٩٤٨ ولكن الملك عبد الله أصدر قرار بالعفو عنه قبل أن يصفيه يافيين في العام ١٩٦٥. وكان ابراهيم رئيس تحرير صحيفة الدفاع الموالية للنظام الأردني.


المتعاون محمود أبو الزُلف — كان من أوائل المتعاونين مع المنظومة الاستعمارية بعد احتلال العام ١٩٦٧. وقد يستغرب البعض ما ينشر في صفحات جريدة القدس اليوم، أحيانًا مقالات رأي سيئة الموقف وأحيانًا أخرى إعلانات “الحاكم العسكري” الصهيوني. ولكن من يعود إلى البداية، لا يرى تناقضًا مع نشأت الجريدة كمؤسسة متماهية مع الاستعمار وما تسرب في سطورها من لوثات. فكان المتعاون محمود أبو الزلف أول من سُمح له بطباعة ونشر صحيفة بمدينة القدس المحتلة بعد الاحتلال، في الوقت الذي كانت الرقابة على المطبوعات في الأراضي المحتلة سنة ١٩٤٨ في أوجها، وكانت الأراضي المحتلة سنة ١٩٦٧ تحت حكم عسكري يقبض بقبضة من حديد على أي محاولة لنشر كلمة.



ولكن محمود أبو الزلف حصل على “تصريح وزارة الداخلية الإسرائيلية”. هذا التصريح في ذلك الوقت بالتحديد (٢٩ آب ١٩٦٨) هو مؤشر واضح ودليل كافٍ على موقع محمود أبو الزلف – المحرر السابق لجريدة الجهاد الأردنية – من المستعمر ومنظومته. ولكن محمود أبى إلّا أن يذهب إلى آخر الطريق، فكان أن نشرت صحف صهيونية الخبر حيث قامت بمقابلته وهو منطلق نحو مستعمرة تل أبيب ليشجع الشركات الاستعمارية على نشر الإعلانات في صحيفته!! وبطبيعة الحل تدارى محمود أبو الزلف تحت مسمى “القدس”. فصرّح له المستعمر بطباعة صحيفة ونشرها في ذلك الوقت بالذات ليضفي شرعية على صحيفة أخرى كانت ستصدر في القدس في ذلك الوقت، صحيفة الأنباء، وهي ليست سوا صوت حكومة الاحتلال الناطقة باللغة العربية.
وكان جليًا الدور الذي أنيط بجريدة القدس، حيث ما لبثت في ١٩٧١ أن قادت حملة للترويج للانتخابات البلدية التي حاولت فرضها ميليشيات الاحتلال في الضفة الغربية. ولازالت إلى اليوم منص يستخدمها العدو في تمرير رسائله وأفكاره إلى داخل المجتمع الفلسطيني، رغم تضائل نسبة قراءها في السنوات الأخيرة.
المتعاون محمد عبد الله عميرة — ومجددًا في مجال الصحافة، فبالتوازي مع التصريح لمحمود أبو الزلف، أعطي تصريح لمحمد عبد الله عميرة بنشر صحيفة “أسبوع فلسطين” وهي أسبوعية سياسية تطبع في نابلس. ومجرد السماح لاستخدام مسمى فلسطين في العنوان في ذلك الوقت لهو مريب. ولكن متتبع منشورات الصحيفة ودور محمد عميرة المتعاون مع الاحتلال – ربما أكثر من مجرد متعاون – سيضيئ أكثر على دور عميرة وزمرته في دعم المستعمر الصهيوني. والمتعاون عميرة الذي كان مراسل للدستور الأردنية قبل الاحتلال، عمل في صحيفة تابعة لحزب صهيوني في الداخل المحتلة فورًا عقب احتلال العام ١٩٦٧.
المتعاون أنور نسيبة — هو وزير دفاع أردني سابق، وعقب احتلال العام ١٩٦٧، ثابر في إرضاء المستعمرين الصهاينة الجدد بغية المحافظة على مكانته الاجتماعية والسياسية في مدينة القدس. وكان مثابر في منح اعلام العدو مقابلات للتنديد بالعمل الفدائي وابداء حزنه على القتلى الصهاينة. وقد ورّث أنور مدينة القدس وفلسطين متعاون آخر وهو المطبّع سري نسبية الذي أصبح رئيسًا لجامعة القدس وساهم في توطيد أسس التطبيع داخل الجامعة. ويشتهر سري نسيبة بأنه أول مطبّع من المنظمات الفلسطينية يلتقي بأعضاء من حزب الليكود الصهيوني. وما فتئ سري أن أصبح من أشد المطبعين خطر على الحركة التحررية الفلسطينة بعد أوسلو. واستغل مناصبه في مجالس إدارة المؤسسات المختلفة وعلاقاته في بريطانيا وأمريكا للترويج لنفسه كـ”فيلسوف مثقف”.


المتعاون محمد علي الجعبري — كانت الخليل موبوءة منذ عهد الاحتلال البريطاني برئيس بلدية الخليل المتعاون محمد خليل الجعبري الذي تمشيخ وسيطر بالقوة على الوجاهة الاجتماعية والدينية و بالتالي السياسية والاقتصادية في المدينة. وأكمل صولاته في التخابر لمصلحة النظام الأردني في حقبة السيطرة الأردنية، وحالًا عقب الاحتلال الصهيوني، حول ولاءه للمستعمر الصهيوني مقابل المحافظة على مكانته التي يجثم عليها في الخليل. وطوال فترة سيطرته على بلدية الخليل قام بخدمات جليلة للمستعمر بغية مساعدته على فرض هيمنته، فكان لهو الدور الأهم في قمع الفدائيين في الخليل وحماية المستعمرات الصهيونية وتوسيعها.







وكان الجعبري من أشد المروجين لفكرة الحكم الذاتي. حيث كان يحلم بأن يترأس عصبة السياسين المتعاونين مع العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة سنة ١٩٦٧. وقامت منظمة التحرير لاحقًا باحتوائه وتجميل صورته وطمس أعماله الخيانية من السردية العامة. وقد ساهمت جامعة الخليل التي أنشأها في تلميع صورته.
المتعاون حمدي كنعان –كان رئيس بلدية نابلس عقب احتلال العام ١٩٦٧. تعاون مع العدو الصهيوني في السيطرة على العمل الفدائي في المدينة وكان من ضمن رؤساء البلديات الذين حاولوا إقامة كيان لهم على الأراضي المحتلة سنة ١٩٦٧. كان من الشخصيات كثيرة اللقاء بموشيه ديان قائد ميليشيات العدو الصهيوني.


المتعاون عزيز بولص شحادة — محامي من أكبر المروجين لمشروع التفاوض مع العدو الصهيوني والتنازل. وكان يلتقي قادة ميليشيا العدو باستمرار وكان يذم بالعمل الفدائي. قام الفدائيون باغتياله في ٢ كانون أول ١٩٨٥.
المتعاون فرح الأعرج — كان رئيس لبلدية بيت جالا وكان من أكثر المتعاونين تحمّسًا ومجاهرةً بمواقفه المادحة للمستعمر الصهيوني.
المتعاون رشاد الشوا — هو ثاني رئيس بلدية في غزة بعد احتلال العام ١٩٦٧. قدم به الصهاينة كبديل لراغب العلمي الذي رفض التعاون معهم وكان داعم للعمل الفدائي. وحاول الشوا استمالة الوطنيين في غزة تارة تحت حجة الأمر الواقع والإبقاء على شبكة علاقات تحميه من تهم العمالة. ولكن سرعان ما سقطت تلك الحماية، ولم يلبث كثيرًا حتى أجبر على الاستقالة سنة ١٩٧٥ بعد محاولات لاغتياله.




وتآمر رشاد في قتل الفدائي زياد الحسيني قائد قوات التحرير الشعبية سنة ١٩٧١ ومن ثم لفق قصة انتحار زياد الحسيني في منزله (منزل رشاد الشوا) وذلك بعد يومين من زيارة قائد ميليشيا العدو في قطاع غزة لمنزل الشوا. وبعد تنحيه عن رئاسة البلدية استمر رشاد الشوا في نفس الخط حيث كان من الأوجه التي شاركت في مؤتمر مدريد التطبيعي. وقام الشوا بتجميل صورته من خلال استثماره في المؤسسات التي لمّعت من اسمه والاستناد إلى منظمة التحرير الفلسطينية التي احتضنته.
العميلة نجلاء نمر — طالبة من مخيم جباليا في قطاع غزة كانت تساعد ميليشيات العدو في ايجاد الفدائيين. تم تصفيتها على يد الفدائية في قوات التحرير الفلسطينية دلال خليل أبو قمر أواخر العام ١٩٧١.


العميل خميس صالح — هو زوج الفدائية حورية خليل خليفة والتي كانت عضو في قوات التحرير الفلسطينية. عندما شكّت بتصرفات زوجها أبلغت عنه قيادتها سنة ١٩٧١، وعند التحقيق معه في منزلهم أقرّ بالعمالة للعدو، وبسبب مرور دورية لميليشيا العدو اضطر الفدائيون للانسحاب. وتم تصفيته لاحقًا.

العميل أبو خليل جنحو — كون ثروة طائلة من خلال عمالته مع العدو الصهيوني والذي أنتج شوكلاته تحمل اسمه “جنحو”.
العميل جبر معدي — كافأه العدو بجعله نائب وزير وكان ينشط في مساعدة الحركة الصهيونية.


العميل عمنوئيل خوري — عميل من قرية فسّوطة في الجليل كان ينشط في صفوف عصابة كهانا ويساعدهم في التوغل في القرى العربية.
العميلان أحمد برهم وفارس أيوب — عميلان للاستعمار من قبل احتلال العام ١٩٦٧، وبعد سنة ١٩٦٧ أوتي بهما للقدس لتشكيل قائمة انتخابات للمشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال في القدس.

