أسعد وبسّام..كيف عرفوا؟

كان ممكن يكونوا اليوم بالخمسينات، قاعدين عاطلين عن العمل ولا بيشتغلوا يوم ويقعدوا عشرة. أو ممكن عاشوا وقاتلوا بانتفاضة واثنين، وحرب وحربين قبل ما يستشهدوا كيف بيليق فيهم. ما استنوا يعرفوا، خطفوا أول فرصة اجتهم.

أسعد الشوا وبسام السمودي. شو كان بيدور بقلبهم؟!

أسعد من الشجاعية سنة ١٩٨٨ كان عمره ١٩ سنة وبسام من اليامون كان عمره ٣٠ سنة. مع بداية الانتفاضة، الصهاينة ما كانوا ملحقين على الاعتقالات، معتقلاتهم بطلت تكفي، فنصبوا سجن كبير بصحراء النقب. وكان يجبروا الأسرى يشتغلوا بتجهيز السجن ليسع أسرى جداد. السجن ما كان فيه مقومات الحياة، كان أسلاك شائكة لخنق آلاف الأسرى من الانتفاضة.

ب١٦ آب ١٩٨٨، قرروا الأسرى إنه يرفضوا العمل. وأضربوا. اتحركت قوات الاستعمار وآلياته صارت محاصرة السجن. رفضوا الاسرى يدخلوا خيمهم، بلش ضرب الحي والمطاط والغاز. واشتبكوا الاسرى بالحجارة مع قوات العدو. فوق الاربعين مصاب والوضع وصل مرحلة حرجة خلت مدير السجن بنفسه ينزل. حاول يجبر الأسرى يدخلوا الخيم، اتحداهم يوقفوا بوجه، وقفله أسعد فارد صدره. مدير السجن وصل لبندقية أحد جنود الاحتلال وطخ أسعد رصاصة براسه. استشهد أسعد على المحل. وقف بسّام يتحدى، قله الصهيوني فوت وإلا بيصير فيك زي صاحبك. فتح صدره وقله طخ، طخه رصاصة بقلبه. استشهد بسّام.

باعرفش شو كان بيدور براس أسعد، من وين كل هالشجاعة. تقرر إنه وقتك إجى. اتضحي بحلمك إنك تشوف فلسطين محررة. أو يالله على الاقل فرصة تقاتل أكمن سنة وتستشهد وإنت حامل سلاح بايدك عندك فرصة!

وبسّام يا بسّام..شو كان بيدور بقلبك؟ ممكن إنت صح، مش مفروض نستنى لبعد الثلاثين. ما زبطت معنا إنه نكون واقفين بطريق التحرير، لازم نزرع دمنا بالأرض عشان غيرنا اللي لسه عنده فرصة المحاولة تزيد فرصهم.

وين الواحد بيحدد إنه خلاص فش فرصة أفضل؟ كيف بتعرف. وينتا بتقدر تسلّم إنه مش رح يطلعلك تشوفها حرة إنت، فخلص دورك، اطلع من هالحياة بأجمل صورة. كيف الواحد بيعرف؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s