من أرشيف جريدة البعث. الاثنين في ٣٠ كانون الثاني ١٩٥٠.


ابراهيم طوقان
الشهيد
عبس الخطب فابتسم وطغى الهول فاقتحم
رابط الجأش والنهى قابت القلب والقدم
لم يبال الأذى ولم يثنه طارئ الألم
نفسه طوع همة وحمت دونها الهمم
تلتقي في مزاجها بالأعاصير والحمم
تجمع الهائج الخضم إلى الراسخ الأشم
وهي من عنصر الفداء ومن جوهر الكرم
ومن الحق جذوة لفحها حرر الأمم
***
سار في منهج العلى يطرق الخلد منزلا
لا يبالي مكبلا ناله أم مجدلا
فهو رهن بما عزم
***
ربما غاله الردى وهو في السجن مرتهن
لم يشيع بدمعة من حبيب ولا سكن
ربما ادرج التراب سليبا من الكفن
لست تدري بطاحها غيبة أم القنن
لا تسل أبن جسمه واسمه في فم الزمن
انه كوكب الهدى لاح في غيهب المحن
أضرم النار في القلوب فما تعرف الوهن
ورمى النور في العيون فما تالف الوسن
***
أي وجه تهللا يرد الموت مقبلا
صعد الروح مرسلا لحنه ينشد الملا
انا لله والوطن