
أمست يافا المحتلة على تغريدة رصاصات الفدائي رعد حازم ابن ال ٢٩ ربيعًا المولود في ٢٩\١١\١٩٩٣. انطلق حازم من جنين المحتلة إلى قضاء يافا المحتلة فوصل مساءً إلى قرية المسعودية (صميل) المهجرة. بعد أن استراح برهةً، دخل رعد إلى أحد الحانات المقامة على أراضينا المحتلة في ما يسميه المستعمرون بشارع ديزنغوف.
استل رعد مسدسه وبدأ باطلاق نيران ثأره نحو قطعان المستعمرين الذين فروا مرتعدين من أمام شجاعته. تلك الصور للمستعمرين وهم يتراكضون خيفةً في شوارع أرضنا المحتلة بثّت في صدورنا بهجةً امتدت من قطاعنا المحاصر في غزة إلى مخيمات المنفى في لبنان. شعبٌ واحد، قلبٌ واحد.
لم يجد رعد أحنّ من بحر يافا يحتضنه في آخر ساعاته. ونحن نرقب أكثر من ألف عنصر من ميليشيات العدو وهي تهيم على وجهها لـ٩ ساعات لم تتمكن فيها من الوصول إلى رعد الذي قطع مسافة ٥ كيلومترات مشيًا على الأقدام من تحت أعين ميليشيات الاستعمار ومئة حاجزٍ نصبوه في محيط مستعمرة “تل أبيب”. شاركت من ميليشيات العدو وحدة ٥١٠١ عالية التدريب والتي تضم ٥٠ عنصرًا فقط يمارسون نشاطات ارهابية سرية ولا يعرف قائدها لتكتم العدو على نشاطات الوحدة منذ ٢٠٠٨. بالإضافة إلى ذلك، شاركت الوحدة ٢٦٢ عالية التدريب ولا يعرف حجمها لسرية نشاطاتها الارهابية ويتدرب عناصرها مدة ٢٠ شهر. كل تلك العناصر والوحدات عالية التدريب هامت على وجهها لساعات ببؤس باحثين عن الفدائي رعد حازم الذي كان ينشد آخر أشجانه في يافا المحتلة التي عشق.
لا نعلم ما هي آخر أفكاره، وماذا أسر لبحر يافا قبل فجر استشهاده. ولكننا نعلم أنهم السابقون ونحن اللاحقون. وإن لم نجد إطارًا نكافح نحو حريتنا من خلاله، فسنبقي تلك الشعلة منارةً إلى يوم معركة تحريرٍ قريبة. يظنوننا نقاتل فرادى ولكننا شعبٌ واحد بوصلةٌ واحدة.
تمكن رعد من تصفية ثلاثة من المستعمرين الصهاينة. اثنان من مستعمرة كفار سابا المقامة على أراضي قرية كفر سابا المهجّرة. أحد المستعمرين هو برتبة رقيب أول في الميليشيات البحرية لقوات الاستعمار الصهيوني. وبحسب تبجحه على “صفحته المهنية”، فقد قاد عمليات ارهابية لم يفصح عن تفاصيلها. وصديق المستعمر الآخر كان عنصرًا في الميليشيات التي نكّلت بالفلسطينيين في منطقة رام الله وشمال الضفة الغربية. فأتى العقاب سريعًا. المستعمر الثالث هو من مستعمري قضاء يافا المحتلة في مستعمرة تنتصف الطريق بين قريتي فجة والجماسين الشرقي المهجرتين. وهو أيضًا حفيد المستعمر الذي أقام مستعمرة غنوسار على أراضي طبرية المحتلة سنة ١٩٣٧ والتي انطلق منها ميليشيات البالماخ الصهيونية لاحقًا لقتل وتهجير الفلسطينيين من مدينة طبرية وقراها.



نفذ رعد عمليته الفدائية على بعد مئتي متر من موقع عملية الشهيد نشأت ملحم التي قام بها في الأول من كانون الثاني عام ٢٠١٦ ثأرًا لابن عمه نديم ملحم الذي ارتقى شهيدًا على أيدي ميليشيات العدو قبل عشر سنوات في كانون ثاني ٢٠٠٦ في عرعرة المحتلة.
ارتقى رعد شهيدًا على أرض يافا المحتلة فجر الثامن من نيسان بعد أن رفض تسليم نفسه، فاشتبك مع ميليشيات العدو ليروي أرضنا من دمه في ذكرى استشهاد عبد القادر الحسيني قبل ٧٤ عامًا.
أنتم السابقون ونحن اللاحقون
عاشت فلسطين
من النهر إلى البحر
كفاحٌ مستمر
ثورةٌ قادمة
تحريرٌ قريب