أعدمت سلطات الاحتلال البريطاني العديد من الفلسطينيين من القدس وقراها. وبعضهم حوكم بالاعدام وتم الاعفاء عنه لاحقًا كعبد السلام ابراهيم صبحي الذي أمض الكثير من أيامه مطاردًا في الجبال قبل أسره في ثورة ١٩٣٦. كذلك الأمر بالنسبة للثائر محمود اسحاق العنتبلي. نذكر هنا ما استطعنا جمعه من قصص من تم تنفيذ الاعدام عليهم.

في ٢٠ أيلول من العام ١٩٣٨، أسرت قوات الاحتلال البريطاني المناضل أحمد محمد أحمد من قرية صوبا غرب مدينة القدس (هجّرت ميليشيات العدو الصهيونية القرية لاحقًا في ١٣ تموز، ١٩٤٨). سبق الأسر مطاردة محمومة للثائر بين تلال القدس في الطريق الموصلة إلى يافا. تم الحكم عليه وتنفيذ الحكم في ثمانية أيام. فارتقى شهيدًا صبيحة يوم الأربعاء ٢٨ أيلول في مدينة القدس.
وكانت مدينة القدس تزخر بعمليات الثوّار الفلسطينيين. وخلال ثورة ١٩٣٦ تم تنفيذ حكم الاعدام ببعض ثوارها مثل محمد صالح الذي تم اعدامه صبيحة يوم الثلاثاء ١٦ تموز ١٩٣٨. ولم تقتصر الأعمال النضالية على الفلسطينيين في القدس، فلقد انضم للثوار الكثير من العرب من سكان المدينة. ونفذ المصري الثائر محمد نعيم عبد العال عملية اطلاق النار قرب باب الجديد في القدس المحتلة في ٣ تشرين أول ١٩٣٨. وبعد مطاردة لساعات تم أسره في حرش قريب. وارتقى شهيدًا على حبل الاعدام صبيحة الخميس ٣ تشرين ثاني ١٩٣٨.
في ٧ آذار من العام ١٩٣٩، تم أسر الثائر توفيق أسعد شكري ابن التاسعة عشر بعد تنفيذه عملية إطلاق نار على أحد عناصر المليشيات الصهيونية. وكان توفيق قد قام بعدة عمليات سابقًا. وتم اعدامه بعد أسبوعين في ٢٢ آذار صبيحة يوم ثلاثاء. وبعدها بعدة أسابيع في نيسان تم أسر ابن جيله محمود فرّاح وأخاه عبد الغني فرّاح. كان الثائران ينتميين لأحد فرق ثوار الثلاثة التي قادها عبد القادر الحسيني منذ ١٩٣٨. وكانت فرقتهم الثالثة تخصصت بتنفيذ عمليات عند باب العامود ضد المستوطنين الصهاينة وقوات الاحتلال البريطاني. أسر الأخوان فرّاح بعد أن تمكنا من قتل أحد عناصر الاحتلال البريطاني عند باب العامود في ١٩ نيسان. في الأول من أيار ١٩٣٩، تم إعدام الأخوين فراح في مدينة القدس وكانت الجموع تتجمهر أمام سجن المسكوبية حيث استشهدا.
وفي نهاية ثوة ١٩٣٦، تم اعدام الصحفي الثائر السوري معطي سعيد اللبابيدي. وكان المناضل السوري يسكن مدينة القدس ويمارس بجانب الصحافة مهنة الخياطة. أسر معطي مع مجموعة من فتيان القدس من فرقة ثوار تخصصت بالقيام بعمليات داخل المدينة. وكان المراسل صحيفة القبس الدمشقية هو رئيس تلك المجموعة التي سميت بـ “عصابة القدس. وكانت الفرقة قد تمكن من قتل عدة صهاينة وعناصر من قوات الاحتلال منها عملية دير أبو طور في ١٩ تموز. وكان من ضمن الثوار الفتيان الذين تم أسرهم مصطفى مشار وحسن العلمي، كليهما ١٥ عام، ويوسف مكية وذيب أبو سمرة. تم إعدام المناضل معطي اللبابيدي صبيحة يوم الخميس ٧ أيلول ١٩٣٩.

قامت قوات الاحتلال البريطاني في ١٨ أيار ١٩٣٨ بأسر الثائر حسن عودة ابن قرية بيت نقوبا غرب القدس (هجّرت ميليشيات العدو الصهيونية القرية لاحقًا في ١ نيسان ١٩٤٨). كان حسن يقطن في حارة السعدية في البلدة القديمة. وقد قامت سلطات الاحتلال باعدامه صبيحة يوم السبت ١٢ تموز.
اتهمت قوات الاحتلال البريطاني حمدان الجيباوي بمحاولة قتل أحد عناصر الاحتلال البريطاني وقتل زوجته في الأول من تموز عام ١٩٣٢. وارتقى حمدان شهيدًا بعد أن أعدم صبيحة يوم الثلاثاء ٥ تشرين الثاني ١٩٣٢.
في الثاني من نيسان ١٩٤٠ قامت سلطات العدو باعدام الثائر محمد شحادة عياش من رافات. وكان محمد عياش ينتمي لفصيل الموت تحت قيادة المناضل فارس العزوني والذي شاركه يوم الاعدام. وقد تم أسر محمد عياش سنة ١٩٣٩ وحوكم على اثر عملية استهدفت دورية مشتركة لقوات الاحتلال البريطاني والميليشيات الصهيونية قرب جلجولية والتي أوقعت ٧ قتلى في صفوف العدو.