لا نعلم ما هو ذلك الرابط الذي يشدنا إليها، نذهب بعيدًا وتبقى روحنا تنتظرنا في ربوعها وحواريها. تنتظر في تلك الأماكن التي ألفنا. نتهم بالرومانسية حينًا وبالجنون أحيانًا. ولكننا صادقون دائمًا. صادقون في حبنا لها وصادقون في تعبيرنا عن ذلك الحب.
قد يخذلنا التعبير أحيانًا، لا لشيء بل لأن حبنا لها يسبق لغتنا. هل هي رومانسية الاستعمار التي تشدنا إليها؟ ربما، ولكنه قدرنا – كما قدر كل الشعوب المستعمرة. تُخلق المعاني بيننا وبين وطننا، بيننا وبين تلك الأرض والشوارع والبحار. نعيش تلك المعاني حياةً أبدية. لا نكف. لأننا ببساطة لا نعرف كيف نكف. كل ما ندريه أن في صدورنا قلب لا تسعه الدنيا متى أتيناها. وهل من دنيا تتسع لقلبٍ ممتلئ بفلسطين؟!
تتشابك الأشجان بتلك المعاني، ننسج أحلامنا بخيوط شمسها ونلونها بألوان جبالها وربيعها وصحراءها وبحرها. كلما خرجت منها بقيت روحي فيها، لا يصدقونك! هم يعتقدون أنك تهذي، ولكنك منذ ٢٢ عام وأنت تدرك ذلك الألم الذي تشعر به وأنت تخرج منها. تشعر به داخلك. شيءُ ما اقتلع. أنت تعيش دونه..ولكنك لا تعرف كيف تعيش دونه. أنت فقط لا تموت. ما يبقيك حيًا هو يقينك بأنك عائد. في كل مرة تسافر بها تعود مهرولًا إلى موطن الروح بعد أسابيع قليلة. تعود لأثبت المعاني في حياتك. فقط فلسطين هي التي يمكنك أن تمنحها تلك الثقة المطلقة. هي الوحيدة التي يمكنك أن تتكئ عليها. لأنها لا تخذل من أحبها أبدًا. أعود في شباط لألمح تلك الحنونة حيث ألفتها في الشتاء السابق. تعيد لك تلك الثقة والثبات.

فقط فلسطين لا تخذلك. هي الوحيدة التي لا تخذل من تحب. تلك المعاني التي تنسجها أحلامًا وحياةً هي لا تتبدل. تعود لتغزل فيك نفس المعاني في كل شتاء وكل ربيع. في غروب كل يوم وفي صباح كل فلسطين.
هي فلسطين الوحيدة التي لم تخذلني…فلن أخذلها!
كلمة وحدة بس: نيّالك 🙂
إعجابإعجاب
عقبال عند العايزين :))
إعجابLiked by 1 person