كلٌ يرسم على صفحاته صورًا لشكلٍ نضالي مستحب يشبهه. كلٌ يرى التحرير بجمالياتٍ مسقطة. ولكنكِ حينما تقتربين من زقاق المخيم أو حقول الريف أو شوارع المدن المحتلة، فإنّك ترين صور التحرير المتخيلة على تباين مع الصور المنمّقة التي تثقل صفحات الكتب المغبرّة.
هذه الاسقاطات لا تقتصر على معشر المفكرين فقط، بل هي تشمل كل غريب يرى في نفسه المخلص لشعبنا الفلسطيني. يبغي إنارة طريقنا وهدينا لسبيل التحرر المتحضّر. ولكن ما يهمنا هو سؤال ما هو شكل التحرير بعيدًا عن الجماليات الرومانسية المتخيلة؟ من فينا لهم الحق في رسم صورة التحرير المثلى؟ من هي فلسطين وكيف نراها؟ ومن نحن كفلسطينيين؟
يتأثر تخيلنا لفلسطين المحررة – وعملية تحريرها – بفهمنا لأنفسنا والمجموعة التي ننتمي إليها. فكلما ضاق انتماؤنا ضاقت صورة التحرير، والعكس صحيح. ولكن في الإطار العملي، كيف نحدد مساحة انتمائنا كي لا تضيق كثيرًا فتمسي صورة التحرر مجرد شذرات مصالح فئوية ضيقة ولا تتوسع أكثر فلا نصبح على تحررٍ أبدًا؟
وكيف نتحرر؟ أو، كيف نسير في أقرب وأفضل طريق نحوها؟