“بتيجي ع حالك وإنت عم تعبر من بين آلات حديد كأنك ولا شي”
بينفع نكمل بلهجة محكية..أو خليط حسب ما الفكرة بتطلع
ليش مستمرين بالنضال والمقاومة؟ كل ما أقرأ عن فكرة نابغة لـ “حل الصراع” باسأل حالي..ليش.. هم فاهمين ليش في “صراع” أصلًا؟ بيجي حد يكتب عن فلسطين والنضال بفلسطين، بتلاقي المقالة عبارة عن أفكار استبكاء على الشعب الفقير المضطهد. حتى الأعداء العرب لما يفكروا كيف يوقفوا رصاصنا وصواريخنا تلاقيهم أول فكرة بتخطر ع بالهم يبعتوا مصاري.
لأ، الشعوب ما بتقاوم لأنها فقيرة. الشعوب بتقاوم قبل فقرها، وبيتم افقارها، وبتستمر بالمقاومة، وبتزتوا عليها مصاري عشان تسلم، وبرضه بتستمر بالمقاومة. صحيح، بتقدر تلاقي أفراد ممكن تشتريهم، ولكن هدول أفراد مش حاسين إنهم جزء من مجموعة، عايشين لحالهم وريتهم يموتوا لحالهم.
الشعوب بتقوم لما تحس كرامتها منتهكة. مش لما تعرف، لما تحس. ممكن تكون فقير لسنين، ولكن ممكن يصير حدث بيوم معين يحسسك قديش كرامتك منتهكة بسبب الفقر أو غيره، رح تفز تقاوم وتحارب. رح تقوم ترفض..رح تقوم تغضب..لأنه مين هاد اللي إله حق يحكيلك اهدا ما تغضب؟!!
القدس بتم افقارها بشكل ممنهج من سنين. اجتماعيًا بتم تفكيكها ..كل علل العالم حطوها فيها عشان يضمنوا إنه ما يقوموا المقادسة يعملوا شي…راهنوا على إنه ولا شي بيقومه..ما في مقومات لأي مقاومة واسعة تصير بالقدس. مواجهات هون وهناك ومتفرقة وهذا هو…
بصيف ٢٠١٧ كل حسبتهم اتدمرت … قرروا يحطوا بوابات ع مداخل الأقصى…كل القدس قامت قومة واحدة…الشوارع امتلت بكل المقادسة من كل المناطق وحاملين توجهات دينية ولادينية مختلفة. بيحب البعض يصور الموضوع موضوع دين وأقصى…بس غلطانين شوي كثير. الأقصى قبل ٢٠١٧ وبعد ٢٠١٧ كل يوم بيصير فيه مصايب أكبر من بوابات. ولكن كيف بهالحدث الكل قام…طول اليوم. كل المسويات من المغرب للعشاء الشعب الفلسطيني بالقدس هو المسيطر ع شارع باب الأسباط سيطرة كاملة. تمرق سيارة الشرطة الصهيونية بين الجموع وتحس السيارة بترجف رجف. الوعي اللي كان موجود بالشارع..
الحرية بالهتاف اللي مش دايمًا موجودة كانت موجودة عند باب الأسباط هديك الأيام. كل مجموعة تهتف بالهتاف اللي بيناسب توجهاتها الفكرية، هاد ما كان فرقة، هاد كان استيعاب ووعي..تنزل تصف بموقف مدفوع…يعرف صاحب الموقف إنك نازل تشارك يرفض ياخد منك أجرة…المسا تلاقي الأكل والميه نازلة تتوزع ع الناس بالشارع…الصبايا ينزلوا الساعة ١٠ بالليل يمشوا كل الطريق مروحات ما حد يتعرضلهن…
أروع الأيام لما فتحوا أبواب الأقصى ..وبرضه الناس رفضت تدخل لأنه باب واحد من ١٠..باب واحد ..باب حطة ضل مسكر…بس إجى حارس الأقصى يفتحه حكاله الشرطي الصهيوني…بأحلامكم ينفتح الباب…
استوعبوا الجملة “بأحلامكم ينفتح الباب”
الناس رفضت تدخل من أي باب غير هالباب…مش بس قمة الوعي…قمة الكرامة …قمة الكرامة …آلاف بيتدفقوا من كل الزواريب ومتجهين لباب حطة المغلق…كبار وصغار..أطفال لابسين ملابس العيد (حرفيًا ملابس العيد) …الجنود الصهاينة كل شوي يزتوا علينا قنابل صوت من السطوح ..وبنفس الوقت الفلسطينيين ينثروا الملبس من البرندات…وبالخاوة دخلنا من باب حطة..مشهد مصغر ليوم التحرير…مش مكانه أوصفلكم تفاصيله ..لكن المهم هو ليش؟
عشان الكرامة…لأنه باللحظة اللي حسينا فيها جماعيًا بانتهاك لكرامتنا تهيأ الظرف لهبة جماعية..بدهم يمشونا بين حدايد لندخل الأقصى…حتى لو كان إلنا سنين أصلًا مش نازلين الأقصى…أو عمرنا ما نزلنا…بس بدهم يمشونا بين حدايد…
“بتيجي ع حالك وإنت عم تعبر من بين آلات حديد كأنك ولا شي”
إحساس كل واحد فينا وإحنا بنعبر الحواجز..كل يوم بالنسبة لبعضنا…للأسف اليوم بنعبر عنه بإنه بندخل طوش ع صفة سيارة أو حد كسر عليك بالشارع..لأنه هاي كلها بتثير عندنا احساسنا بانتهاك بالكرامة المنتهكة من هالمنظومة الاستعمارية…للأسف بندور على استعادة كرامتنا ع حساب بعض
احساسنا بالكرامة المنتهكة كفيل إنه يحركنا أكثر من فقرنا فقط…مزبوط الكرامة شي معقد، بأي لحظة بنحسها؟..وبأي لحظة بنحسها جماعيًا؟…وبأي لحظة رح تحركنا؟ …ولكن الحقيقة إنه هي الكلمة المفتاحية الكفيلة بتحريكنا جميعًا وجمعيًّا
وبنتحرك لما نحس الحراك كفيل يرجعلنا كرامتنا..مش لحكي منمّق أو مفذلك أو فلسفة مش فاهمينها..بيتم استغلالنا من هالمنظومة بشكل يومي…ولكن كيف رح تخلينا نفهم ونحس بكرامتنا اللي بيتم انتهاكها…
وبعد ما تخلينا نحس فيها جماعيًا ..كيف بتقدر تقنعنا إنه تضحيتنا وجهدنا بطريق معينة..ممكن تعيدلنا كرامتنا..أو جزء منها؟
لازم نجاوب على هالسؤالين…
أفكار فلسطيني 