مستنقع الحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح: العمليات الفدائية الفلسطينية بين أيار ١٩٧٥ – آب ١٩٨٢

تورط فصائل الثورة الفلسطينية في زواريب الحرب الأهلية اللبنانية كان بداية لانهيار العمل الفدائي المتجه إلى الأرض المحتلة. وفي سنوات السبعينات، بعد أن اغتال العدو العديد من القادة الموجهين، اتجهت باخرة النضال الفلسطيني إلى غياهب الضياع، وكانت معظم العمليات الفدائية التي تتوجه إلى الداخل المحتل لهدف سياسي مؤقت وليس ضمن أي استراتيجية تحررية.

وتوجهت المصادر المهولة التي في يد الفصائل لتمول معارك جانبية وحياة القيادات الباذخة في كثير من الأحيان. ولكن العمل في الأرض المحتلة والذي كان لا يزال مهمّش من الخارج، فقد كان بدأ يشتد.

أوقعت كافة العمليات الفدائية في الفترة بين ١٩٧٦ و ١٩٨٢ أكثر من ١٢٦ قتيل في صفوف العدو.

١٩٧٥

٣ أيار — أطلقت خلية فدائية صاروخي كاتيوشا على الأحياء الاستيطانية في القدس من بيت صفافا المحتلة.

نفذت العملية خلية بقيادة محمد طقاطقة (بلال) أبو طارق وضمت جعفر و حسام وأبو خليل و أبو محمد.

بلال هو من بيت فجّار جنوب بيت لحم. بعد عام من الأسر الاداري وهو في السابعة عشر من عمره، نفي مع مجموعة من الأسرى إلى الأردن أواخر ١٩٦٩ عن طريق وادي عربة. في الأردن أسر في سجن معان ثم سجن المحطة قبل أن يخرج للإقامة الجبرية مدة سنة تقريبًا.

ثم انتقل إلى لبنان حيث تلقى تدريبه العسكري. عاد متسللًا مع رفاقه جعفر وحسام الذي كان راعي غنم وأبو خليل وأبو محمد ضمن وحدة ٧٧٧ إلى الأرض المحتلة عبر البحر الميت من نقطة عين جدي. كانوا يحملون عدد كبير من الأسلحة والذخيرة وألف كيلو متفجرات لايصالها إلى نقاط ميتة بالإضافة إلى أسلحة أخرى لاستخدامها في عمليات فدائية. وكانت الأسلحة تتضمن ألف كيلو من المتفجرات ومئتي قنبلة وعشرة آلاف طلقة كلاشنكوف بالإضافة إلى صواريخ مختلفة وقاذفات أر بي جي وقواذف لهب ومسدسات.

أمضت الخلية فترة طويلة يسكنون في مغر قاموا بحفرها بأيديهم بعد أن نفذوا وساهموا في عدة عمليات. وفي سنة ١٩٧٤ نفذت مواردهم فقرر بلال الذهاب إلى بلدته بيت فجّار عله يستلف بعض الأموال من والديه، وعندما طرق على الباب ردت أمه وقال لها “أنا بلال” فطردته ولم تصدق لأنها اعتقدت أن بلال كان قد استشهد في لبنان، فاضطر أنا يلجأ للجيران الذي أكدوا لأمه أنه بلال ففتحت لهم وإذ هي تقبل بارودته التي قاتل بها. وغنى له الشاعر الشعبي أبو عرب “يا يمه في دقة ع بابنا”.

١٥ حزيران — قامت مجموعة ابو الأديب التابعة لجبهة التحرير العربية باقتحام مستعمرة “كفار يوفال” المقامة على أراضي الزوق الفوقاني المهجرة. وتكونت المجموعة من أربع فدائيين: حسن شطى الصوفى (احمد شوقى) -وهو من عشيرة الترابين المهجرة من النقب- والعراقي قاسم رشيد الطائى (ثائر العرب) ٢ عام والمغربى عبد الرحمن افر عار (عبدالرحمن) ٣١ عام والتركي فكرت اوز باطمار (مراد محمود) ٢٣ عام.

تسللت المجموعة من لبنان يوم ١٣ حزيران وبعد يومين اقتحموا وحدة استيطاني في المستعمرة قاتلين أحد عناصر الميليشيا ومن ثم اتخذ الفدائيون ثلة من المستعمرين رهائن وطالبوا بالافراج عن أسرى في سجون العدو. لكن ميليشيا العدو باغتتهم باقتحام الوحدة ليستشهد الفدائيون الأربعة ويقتل عنصر من الميليشيا المقتحمة ومستعمرة من بين الرهائن.

١٥ حزيران — اطلق الفدائيون صواريخ على مستعمرة نهاريا مما يسفر عن ٣ قتلى و ٥ جرحى.

٤ تموز — تمكن الفدائي باسم طبيلة (أبو علاء) من نابلس من تفخيخ ثلاجة وزرعها في أول شارع يافا قرب ما يسمى ب “ساحة صهيون” في القدس المحتلة. وقام الفدائي بتفجيرها صبيحة يوم الجمعة الساعة العاشرة. أسقطت العملية ١٥ مستعمرًا قتيلًا و أصابت ٧٧ آخرين بجراح.

كان باسم مهندس اليكتروميكانيك من نابلس وكان قد تدرب بمعسكر لجنة نابلس بعين ترما بغوطة دمشق على يد الشهيد عدنان كيكح (حرب جمجوم) وهو من نابلس أيضًا. جهز باسم الثلاجة في معمله بنابلس وتوجه بها مع سائق إلى مدينة القدس. وكان قد استلم باسم الشحنات المتفجّرة من نقطة ميتة حيث كان أحمد جبارة أبو السكر من ترمسعيا المسؤول عن وضع الأسلحة في النقاط الميتة دون معرفة من سيتناولها.

بعد العملية استدعت استخبارات العدو كل من يمتلك سيارة بيك أب فولكس فاجن مشابهة للتي تم رصدها في موقع العملية. وكان باسم من ضمن من تم استدعاءهم بعد يومين، ولكنهم لم يتعرفوا على هويته وأفرجوا عنه بعد التحقيق.

وعلى ما يبدو فإن حديث أبو السكر في الخارج عن نفسه ودوره في العمليات الفدائية والتفاخر بادعاء أنه منفذ العملية قد قادهم إليه. ففي آذار ١٩٧٦ تم أسر فدائي من سلوان وهو يحمل عبوة متفجّرة في سيارته، وخلال التعذيب تحدث الأسير عن شخص في الأردن من ترمسعيا ذاع صيته بأنه منفذ عملية الثلاجة. وكان ذلك أول الخيط.

وكانت علاقة باسم بأبو السكر خلال الفترة الأولى من خلال وسيط ثالث من ترمسعيا عبد القادر أبو هادي والذي تم أسره لكنه لم يعترف تحت التعذيب فأخرج ووضع تحت المراقبة الشديدة. وعندما أصبح أبو هادي تحت مراقبة استخبارات العدو، اضطر باسم للتواصل مباشرة مع أبو السكر، وهكذا علم أبو السكر هوية باسم.

وفي حزيران من نفس العام تمكن العدو من أسر خلية في الزاوية من ثم خليتين مرتبطة بها. وتحت التعذيب أفشوا باسم أبو السكر بأنه الوسيط الذي يؤمن لهم الأسلحة وينقل الرسائل والذي قام بتجنيدهم. كان أبو السكر حينها في الخارج وعندما عاد في أيلول تم أسره والتحقيق معه. حيث أفشى باسم باسم بعد التعذيب الشديد.

توجه باسم إلى الأردن فور علمه بأسر أبو السكر، وما إن وصل باسم إلى الجانب الأردني، وصل بلاغ الاستدعاء وحاولت ميليشيا العدو استمالته للعودة دون فائدة، وتوجه أبو علاء إلى دمشق ليشرف على التدريبات في معسكر لجنة نابلس. وفشلت عدة محاولات لاغتيال باسم بعد ذلك.

سينفذ باسم طبيلة بعد عملية الثلاجة عدة عمليات قبل أن يتم اكتشاف هويته.

١٨ تموز — نفذت مجموعة الشهيد يوسف كلومة التابعة لجبهة النضال الشعبي عملية اشتباك مع ميليشيا العدو قرب مستعمرة “مطله” في أصبع الجليل المحتل وأسفر عن استشهاد الفدائيين. وكان الهدف من العملية أخذ رهائن لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين. الفدائيون هم: محمد عبد اللطيف جمعة (ابو شاكر) ٢٨ عام ومحمد عبد اللطيف عقرباوي (ماركس) ٢١ عام وعبد الله شحادة حسين (ابو حسن ) ١٨ عام وأحمد خالد ابراهيم ناصر ٢٣ عام.

٤ آب — اشتباك مجموعة فدائية مع ميليشا العدو قرب خربة ادمث المهجّرة. أسفر الاشتباك عن قتل عنصر في ميليشيا العدو بالإضافة لإصابة اثنين آخرين بجراح. واستشهد فدائي وأسر اثنين آخرين.

٢٠ آب — مجموعة فدائية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تشتبك مع ميليشيا العدو عند مستعمرة “هنيتا” الواقعة في الجليل الأعلى ما بين البصّة المهجرة وخربة إدمث المهجّرة. يسفر الاشتباك عن مقتل عنص في الميليشيا وإصابة آخرين وعن استشهاد ثلاثة فدائيين.

١٠ تشرين ثاني — تمكن فدائيون من مجموعة الشهيد محمد خلف عبيد “ابو ذر” من التسلل إلى الأرض المحتلة من الجنوب اللبناني ولكن تم رصدهم قرب آبل القمح الهجّرة قبل وصولهم إلى الهدف، فاشتبك الفدائيون الاربعة مع ميليشيا العدو وارتقوا شهداء. قاد المجموعة الفدائية نعيم توفيق الحاج “خلدون محمد” ٢٢ عام وشارك الفدائي جواد كاظم موات “فداء العرب” من ذي قار في العراق ١٨ عام والفدائي أحمد خالد الجلاب “عمر خالد” من حمص ٢١ عام والفدائي أحمد محمد شلال التميمي “أحمد عرب” من المقدادية في العراق ٢٢ عام.

١٣ تشرين ثاني — زرع الفدائي باسم متفجرة بعربة يدوية وتركها أمام مقهى استيطاني قريبًا من موقع عملية الثلاجة فقتل ٧ مستعمرين وأصاب ٤٥ بجراح وانسحب بسلام.

٢١ كانون أول – ٢٣ كانون أول — قام جهاز المجال الخارجي الذي يرأسه الفدائي وديع حداد “أبو هاني” بتنفيذ عملية نوعية باختطاف وزراء النفط للدول المصدرة خلال اجتماعهم في فيينا. شارك في العملية كارلوس الثعلب وكمال خير بيك من القرداحة (اغتيل في بيروت في ٥ تشرين ثاني ١٩٨٠) واللبناني أنيس النقّاش ورفاق من ألمانيا وهم هانز خواكيم كلاين (والذي أصيب في العملية وانشق بعد سنتين) وغابرييلا كروشر تيدمان والتي قتلت خلال العملية عنصري أمن حاولا الانقضاض على سلاحها (توفت غابرييلا عام ١٩٩٥ بعد ٤ سنوات من خروجها من الأسر بمرض السرطان).

تم فصل وزراء الدول العدوة، السعودية وايران والامارات وقطر عن باقي الوزراء، وكان من المقرر البدء بقتلهم إن لم يستجيبوا للمطالب. طلب كارلوس الذي قاد العملية طائرة لتقلهم إلى الجزائر في اليوم التالي بعد أن أجبر راديو النمسا على قراءة بيان تحض على تحرير فلسطين. فشلت العملية بتنفيذ أهدافها بعد أن حاد كارلوس عن الخطة التي رسمها أبو هاني، وفاوض دون تفويض. كان أن استلم فدية لم يعمل عنها القيادة، مما أدى إلى طرد كارلوس من جهاز المجال الخارجي. تفاخر لاحقًا أنيس النقاش بأنه هو من أحبط العملية بالتأثير على كارلوس. أسرت السلطات الفرنسية كارلوس لاحقًا في عملية استخباراتية مشتركة مع السي أي إيه في الخرطوم سنة ١٩٩٤.

١٩٧٦

٢٨ نيسان — قام الفدائي باسم طبيلة بوضع قنبلة مموهة بعلبة دهان في القدس المحتلة قرب شارع يافا قريبًا من موقع تفجير الثلاجة قبل عام. انتبه العدو للقنبلة قبل انفجارها فقام خبراء العدو بسحب القنبلة لابطالها، ولكنهم فشلوا بفك شيفرة باسم فانفجرت القنبلة التي احتوت على كيلوغرامين من مادة التي ان تي المتفجرة في الساعة ٩:٣٠ مساءً. فأسقطت قتيلين وأربعة جرحى. ومن مبين القتلى أحد أفضل خبراء المتفجرات لدى الكيان.

٣ أيار — تفجير عربة مفخخة في القدس المحتلة تصيب ٣٣ مستعمر صهيوني.

٢٧ حزيران-٤ تموز — أقلعت طائرة الخطوط الفرنسية رحلة ١٣٩ من الأرض المحتلة متوجهة إلى فرنسا عبر أثينا. عندما هبطت في مطار أثينا، صعد على متن الطائر ٤ فدائيين متنكرين من فدائيي المجال الخارجي الذي يقوده الفدائي وديع حداد. سيطر الفدائيون الأربعة على الطائرة وأمروها بالتوجه إلى بنغازي حيث تم إمدادها بالوقود ومن ثم توجهت إلى عينتيبي في أوغندا.

عند وصولهم إلى مطار عينتيبي، سمح عيدي أمين للفدائيين من مرافقة الرهائن إلى مبنى غير مستخدم في المطار. بدأت الشكوك تحوم لدى وديع حداد بأن الحكومة الأوغندية تتبادل المعلومات مع جهاز الموساد وأن الفدائيين سيقعون في كمين، وبدأ بالتفكير بخطة بديلة ولكن لم يسعه الوقت. كان الفدائيون هم أربعة، اثنان فلسطينيان من المجال الخارجي وحليفان ألمانيان من الخلايا الثورية وهم ولفرد بوزي “محمود” وبريجيت كولهمان “حليمة”. وكان بوزي هو قائد العملية. انضم لهم ١٠ فدائيون في عنتيبي.

في المبنى تم فصل المستعمرين الصهاينة عن باقي ركاب الطائرة وتم الافراج عن ١٤٨ راكب والابقاء على جميع المستعمرين الذين كان عددهم ٩٤ مستعمر بالإضافة إلى ١٢ من طاقم الطائرة. طالب الفدائيون بالافراج عن أسرى فلسطينيين وحلفاء بالإضافة إلى فدية ٥ مليون دولار لتمويل العمل الفدائي.

في ١ تموز إدعى العدو الصهيوني أنهم قبلوا التفاوض لتمدد المهلة إلى ٤ تموز. كان العدو يعد العدة لعملية عسكرية. وقد تلقى العدو مساعدة من كينيا التي وفرت نيروبي كقاعدة لانطلاق العملية الصهيونية وساعدهم رجال مخابرات أوغنديون مقابل مكافأة مادية. وعندما علم عيدي أمين بأن مخابراته يتعاملون مع العدو الصهيوني الذي سيقتحم المطار، أمر قواته بعدم الاشتباك مع أي قوة صهيونية محتملة.

ولكن العدو الصهيوني عندما هاجم المطار في عملية سرية، قام بقتل أكثر من ٤٠ جندي أوغندي وتدمير طائراتهم القتالية، وأثناء العملية قتلوا ثلاثة رهائن واستشهد ٧ فدائيين، الحليفين من الخلايا الثورية بالإضافة إلى جايل العرجا، وخالد الخلايلي، وعلي ميعاري وابو الدرداء العراقي وفايز عبد الرحيم جابر مؤسس منظمة شباب الثأر. وقتل في العملية قائد الميليشيا الصهيونية خلال تبادل اطلاق نيران مع الجيش الأوغندي وأصيب ٥ عناصر آخرين.

٢٥ تموز — كمين في مخيم بلاطة يقتل عنصر في ميليشيا العدو ويصيب ثلاثة آخرين.

١٩٧٧

٦ تموز — مقتل مستعمر وإصابة ٢٢ في انفجار في سوق استعماري مقام على أراضي فجّة المهجّرة.

٤ آب — حاول خمسة فدائيين تابعين لجبهة التحرير العربية تنفيذ عملية في الأرض المحتلة حيث عبروا من الأردن من نهر اليرموك ولكن تم رصدهم فاشتبكت المجموعة مع ميليشيا العدو عند مستعمرة “أشدوت يعاكوف” المقامة على أراضي الدلهمية المهجّرة جنوب طبرية.

استشهد في العملية قائد المجموعة الرائد خالد محمود الذيب “الرائد خالد” وهو من مدينة حيفا المحتلة والفدائي فهمي ابراهيم صالح ابو عيشة من مدينة بئر السبع المحتلة ٢٦ عام. وأسر كل من الفدائي محمد محمد علي برهوم من بئر السبع والفدائي سمير احمد محمد ياسين من مركبا جنوب لبنان والفدائي حكمت مصطفى علي موسى من اريحا وتحرروا من الأسر سنة ١٩٩٠.

٦ تشرين ثاني — اطلق الفدائيون صواريخ على مستعمرة نهاريا مما يسفر عن ٣ قتلى و ٥ جرحى.

١٩٧٨

١١ آذار — نفذت مجموعة فدائية عملية انزال على شواطئ فلسطين المحتلة وسميت بعملية “كمال عدوان”. تكونت فرقة دير ياسين الفدائية من ١٣ فدائي وكانت مهمتهم أخذ رهائن والتفاوض على تحرير أسرى. قادت دلال سعيد المغربي من يافا المجموعة الفدائية المكونة من محمود علي أبو منيف “أبو هزاع” ويحيى محمد سكاف “أبو جلال” من طرابلس في لبنان وحسين إبراهيم فياض “فياض” وخالد عبد الفتاح يوسف “عبد السلام” ومحمد حسين الشمري “الشمري” من اليمن وعبد الرؤوف عبد السلام علي “عبد السلام” من اليمن وعلي حسين مراد “أسامة” من بلدة الحنية في جنوب لبنان وأحمد راجي شرعان “وائل” من لوبيا المهجّرة ومحمد فضل أسعد “أبو الرمز” وعامر أحمد عامرية “عامر” من طرابلس في لبنان ومحمد مسامح من شويكة قرب طولكرم وخالد محمد إبراهيم أبو أصبع “أبو صلاح”.

أنزلت سفين تجارية زورقي الفدائيين في المياه الدولية في الساعة الرابعة فجرًا يوم ٩ آذار. لم تكن الحالة الجوية مساعدة فطال الابحار لشواطئ فلسطين مدة يومين غرق خلالها أحد القوارب واستشهد الفدائيان خالد عبد الفتاح يوسف وعبد الرؤوف عبد السلام علي.

رسى زورق الفدائيين جنوب شواطئ الطنطورة المهجّرة، تمكن الفدائيون من السيطرة على حافلة استعمارية والتوجه بها جنوبًا إلى مستعمرة تل أبيب. وفي الطريق اشتبك الفدائيون مع المستعمرين إلى أن تمكنت ميليشيا العدو التي تطاردهم من ايقافهم عند إجليل القبلية شمال يافا المحتلة.

ودارت اشتباكات عنيفة استشهد على اثرها تسعة من الفدائيين وأسر الفدائيان خالد أبو اصبع وحسين فياض بعد إصابتهما وحررا عام ١٩٨٥ في صفقة الجليل. وقتل في العملية ٣٠ مستعمر وأصيب ٧٦ آخرين بجراح.

٣٠ حزيران — انفجار قنبلة في سوق “ماحنه يهودا” في القدس المحتلة يوقع قتيلان بين المستعمرين بالإضافة إلى ٤٧ مصاب.

الأسير فهد محيي

٢٠ آب — ثلاثة فدائيين فلسطينيين يهاجمون حافلة تقل مستعمرين صهاينة من طاقم طائرة تابعة للاحتلال في لندن. قتلت مستعمرة وأصيبت أخرى. ارتقى في العملية شهيد وأسر آخر وتمكن الثالث من الانسحاب بسلام.

١٩٧٩

١١ آذار — استشهاد أربعة فدائيين من جبهة النضال الشعبي في اشتباك مع العدو في أريحا. الفدائيون الأربعة هم: ابراهيم يوسف حمدان (أبو محمود) ١٩ عام ومحمد عزو سويدان ( ابو سامر ) ١٨ عام ونايف حسين عليان (ابو نضال ) ٢٣ عام وجمال السيد ابو شليح ( فادي أبو شليح) ١٩ عام.

٢٤ آذار — تفجير عبوة في مدينة القدس المحتلة تقتل مستعمر وتصيب ١٣ بجراح.

١٧ نيسان — مقتل عنصر في ميليشيا الاحتلال وإصابة ستة آخرين في اشتباك مع الفدائيين في الجليل عبروا عن طريق لبنان. استشهد الفدائيون الستة.

٢٢ نيسان — نفذت مجموعة فدائية من جبهة التحرير الفلسطينية “عملية جمال عبد الناصر” على سواحل فلسطين الشمالية عند مستعمرة نهاريا. تسللت المجموعة عبر البحر من رأس العين قرب صور إلى فلسطين بقارب صغير مع محرك ذو قوة ٥٥ حصان. وكانت مكونة من: عبد المجيد أصلان “ماجد” ومهنا سليم المؤيد “محمد علي” و أحمد الأبرص وسمير القنطار.

وصلوا ليلًا إلى شواطئ فلسطين المحتلة. بعد أن بدأوا التوغل في مستعمرة نهاريا، وكانت مهمتهم أسر من اعتقدوا أنه عالم ذرة صهيوني، فتوجهوا إلى منزله واشتبكوا مع عنصر من ميليشيا العدو وأردوه قتيلًا. من ثم اقتحموا المنزل واعتقلوا دان هاران، الهدف. رفض دان الذهاب لوحده وأصر على اصطحاب ابنته ذات الأربعة أعوام. فانسحبت المجموعة مع دان وابنته إلى الزورق، ولكن ميليشيا الاحتلال كانت قد اكتشفت أمر الفدائيين فتوجهوا إلى مبنى استيطاني وبدأ تبادل إطلاق النيران حيث ارتقى عبد المجيد أصلان شهيدًا. تابعت المجموعة طريقها نحو الزورق ولكن تعزيزات العدو كانت قد وصلت، وقتل العدو في الاشتباك دان وابنته و ارتقى مهنا المؤيد شهيدًا. وأصيب كل من سمير وأحمد وتم أسرهم. ولم يعلم عدد عناصر الميليشيا الذين قتلوا لتكتم العدو على خسائره.

تدربت المجموعة مدة ٧ أشهر على العملية. وكان مسؤول الجنوب في جبهة التحرير الفلسطينية سعيد يوسف هو من خطط للعملية. حرر الأبرص بعملية تبادل الجليل العام ١٩٨٥ والقنطار بعملية تبادل مع حزب الله العام ٢٠٠٨.

٩ آب — نفذت مجموعة فدائية تابعة لجبهة التحرير الفلسطينية عملية فدائية في قرية الزيب المهجّر حيث استطاع الفدائيون الأربعة التسلل إلى الأراضي المحتلة عبر البحر. وتكونت المجموعة من غازي خليل هديب من الخليل والباكستاني حمزة محمد عيسى “حمزة بلوش” وخالد صبري شاهين “أبو مجاهد” من طبرية ومحمد ديب منصور “أبو زياد” من دمشق. رصدت ميليشيا العدو الفدائيين فاشتبكت معهم فاستشهد في الاشتباك غازي وأسر الثلاثة الآخرون قبل أن يحرروا بصفقة الجليل سنة ١٩٨٥.

١٩٨٠

٧ نيسان — تسللت مجموعة من خمس فدائيين تابعين لجبهة التحرير العربية من مرجعيون إلى الأرض المحتلة بغية السيطرة على مستعمرين رهائن ومبادلتهم بأسرى في زنازين الاحتلال. دخلت المجموعة إلى مستعمرة “مسغاف عام”وسيطروا على وحدة استيطانية في المستعمرة.

وعندما وصلت ميليشيا الاحتلال، لم تمهل الفدائيين وقامت الميليشيا باقتحام الوحدة الاستيطانية وقتل طفل أحد المستعمرين وفي الاشتباك تمكن الفدائيون من قتل اثنين من عناصر الميليشيا. وفشلت عملية العدو وأعلن الفدائيون مطالبهم بالافراج عن أسرى فلسطينيين. قبل أن يرتقوا شهداء.

وفي اليوم التالي عاودت ميليشيا العدو الكرة فارتقى الفدائيون الخمسة شهداء بعد أن أصابوا 11 عنصر بالوحدات الخاصة للعدو.

٢ أيار

عملية دبويا في الخليل

المنفذون: عدنان جابر محمود جابر – “عدنان” (قرية تياسير) وياسر حسين محمد زيادات -“عزيز” (بني نعيم) وتيسير محمود طه أبو سنينه – “ماهر” (الخليل) ومحمد عبد الرحمن صالح الشوبكي – “مجاهد” (بيت جبرين المهجّرة)

الفصيل: حركة التحرير الوطني الفلسطيني

نفذت العملية خلية مكون من أربعة فدائيين، توجهوا إلى موقع العملية وسط الخليل في ساعات المغرب من يوم الجمعة.ونصبوا كمينًا عند مستعمرة “كريات أربع” في الخليل واعتلوا الأسطح المقابلة لعمارة “دبويا” في حارة جابر والتي سيطر عليها الصهاينة عام ١٩٧٧ وبقي مجاهد على الشارع لحماية ظهر الفدائيين. بعد تجمع ميليشيا الاستعمار والمستعمرين في الموقع المقرر للعملية بدأ الفدائيون بقذف أربع قنابل نحو التجمع، ومن ثم إطلاق النيران من الرشاشات. وبعد فراغ الذخيرة، انسحب الفدائيون نحو المغارة التي انطلقوا منها وكانوا قد عاشوا فيها مدة ١١ شهرًا.

أتت العملية لضرب محادثات الحكم الذاتي التي كانت تجري بين مصر والعدو الصهيوني. فنفذت العملية في ليلة تواجد رئيس الوزراء المصري في فلسطين في زيارة تطبيعية مع العدو الصهيوني. قتل في العملية نحو ٦ من المستعمرين وأصيب ٢٠. تمكنت ميليشيا العدو من أسر الفدائيين في أيلول من ذات العام وهم يحاولون عبور نهر الأردن نحو الضفة الشرقية. حرر الفدائيون بعد سنوات قليلة بعملية الجليل لتبادل الأسرى العام ١٩٨٥.

كان عزيز يقوم بمهام الدعم اللوجيستي للفدائيين في منطقة الخليل خلال التجهيز وخلال العمليات فتم أسره عام ١٩٧٣ وأمضى أشهرًا في الزنازين قبل أن يخرج وينضم للعمل الفدائي المقاتل في لبنان. عاد بعد ذلك للخليل لتنظيم الخلايا المسلحة إلى أن كشف أمره فانسحب مطاردًا إلى الجبال ضمن الخلايا المنظّمة. وبعد تنفيذه عملية اطلاق صواريخ على مستعمرة “كريات أربع”، عاد عزيز إلى لبنان عام ١٩٧٦ وحصل على تدريبات في معسكر كتيبة الجرمق. والتقى لاحقّا بعدنان في معسكر الدامور.

تدرب عدنان في معسكر تل الأشهب في سوريا بعد مجازر أيلول وانضم بعدها إلى القطاع الغربي في الحركة وتمركز في السويداء بالقرب من قاطع الجولان. من ثم تلقى تدريبات عسكرية لمدة ٦ أشهر في الاتحاد السوفيتي سنة ١٩٧٤ قبل أن يعود ويشارك بالمعارك في لبنان بين الحركة الوطنية والانعزاليين. وفي آذار ١٩٨٠ أختير ليشارك في عملية دبويا.

أما ماهر فقد تجند ضمن حركة فتح وهو في زيارة إلى دمشق، وكان ضمن كتيبة الجرمق في لبنان. وبعد إعلان السادات نيته التطبيع مع العدو الصهيوني، بدأت مجموعات فدائية بمن فيها ماهر من العودة إلى الأرض المحتلة تسللًا عبر نهر الأردن. جند ماهر ضمن خلية دبويا وأوكل إليه مهمة الدعم اللوجيستي من تخزين الأسلحة إلى ايجاد بيت آمن للخلية من ثم اختيار هدف العملية. وقام ماهر أيضًا بتجنيد مجاهد ضمن الخلية.

مجاهد تجند في خلية دبويا في شباط من ذات العام. وقد كان قد نفذ بمبادرة شخصية عملية قتل لمستعمرين قبل عام في غابات بيت جبرين المهجّرة مستخدمًا بندقية صيد كان يمتلكها. وكان والد مجاهد مقاتلًا صلبًا حيث قام بعدة عمليات ضد الصهاينة في سنوات الخمسينات فقتل ما لا يقل عن ٤ عناصر من ميليشيا العدو وغنم أسلحة وآلية. وكان يخزن الأسلحة التي يغنمها في المنزل. وقام الاحتلال بأسرها بعد احتلال عام ١٩٦٧ وتعذيبه في أقبيتها والذي أدى إلى شلله. انضم مجاهد لأطر الثورة بعد احتلال عام ١٩٦٧ بعام. ونفذ عدة عمليات قبل أن ينضم إلى خلية دبويا.

٢١ تموز — حاولت جبهة التحرير الفلسطينية تنفيذ عملية بالمنطاد ولكن خطأ تقني أدى إلى انفجار المنطاد. حيث تم دهن المنطاد بدهان أزرق للتمويه وأقلع الفدائيون بالمنطاد قبل أن يجف الدهان تمامًا، فانفجر المنطاد. واستشهدت قائدة العملية الفدائية المقاتلة سعاد بدران “تحرير منصور”. والفدائية هي مقاتلة من ميس الجبل وقالت في وصيتها “انا احببت فلسطين وعشقت ترابها حتى الشهادة”.

٢ تشرين أول — إصابة ١٣ عنصر في ميليشيا العدو بانفجار مفخخة في القدس.

١٩٨١

٧ آذار — نفذت وحدة الطائرات الشراعية في جبهة التحرير الفلسطينية عملية “كمال جنبلاط” الفدائية التي كانت تستهدف مصفاة النفط في حيفا، لكنها فشلت إذ سقط أحد الفدائيين في منطقة جنوب لبنان ووقع بأيدي عملاء لحد الذين سلموه للاحتلال، واقترب فدائي آخر من هدفه ولكنه سقط قرب مستعمرة “كريات آفك” منتصف الطريق بين حيفا وعكا المحتلتين واتجه إلى قرية طمرة، ولكن ميليشيا العدو تمكنت من محاصرته وأسره. أسر الفدائيين عبد الحليم محمد حافظ وجمعة خلف اليوسف. وفشلت عملية اطلاق منطاد جديدة فاستشهد الفدائي غسان الكاخي.

١٦ نيسان — في محاولة ثالثة بالمنطاد “عملية كمال ناصر”، فشلت العملية لسوء الأحوال الجوية ليسقط منطاد الفدائين على الحدود اللبنانية الفلسطينية وبعد اشتباك مع ميليشيا العدو استشهد موسى محمد خليل أبو الضبعات من الخليل وعمر أحمد عبيد من صفد.

١٤ تموز — فدائي يصرع عنصر في ميليشيا العدو ويصيب خمسة آخرين بانفجار قنبلة.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s